النبي صلىاللهعليهوآله يسقط بوفاته ! وكذا سهم ذوي القربى !. وإن المراد من اليتامى والمساكين وابناء السبيل يتامى المسلمين ومساكينهم وأبناء سبيلهم لا خصوص الهاشمي منهم (١).
ومن هنا يتضح الخلاف الواسع بين الإمامية وبين العامة في هذه المسألة المهمة والحساسة لان الخمس ـ كما أسلفنا ـ له دور كبير في الاقتصاد الإسلامي ، وله مدخلية واضحة في الكيان السياسي والثقافي في المجتمع الإسلامي.
ولكن اللغة والنصوص الدينية هي الحكم والقاضي في حسم هذه المسألة وبيان الحق فيها بين المختلفين الامامية في جهة والعامة من جهة أخرى. وعندما نرجع إلى المصادر اللغوية في مادة « غنم » نجد اللغويين يفسرونها بأنها « الفوز بالشيء ونيله بلا بدل » (٢). ومن هنا لا يبقى أي ريب أو تردد بأن معنى « ما غنمتم » في الآية هو : أصبتم وفزتم بالشيء. فتفسير الآية وحصرها بالغنائم الحربية كما عليه العامة يخالف النصوص اللغوية في حين هي المرجع في تحديد المفهوم مع وجود الشك والاختلاف ، هذا فضلاً عن سيرة النبي صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام في مسألة الخمس ، ولكنها ضربت عرض الحائط بغية تحقيق أهداف سياسية معينة. نعم ، ففي السنة النبوية الشريفة عشرات النصوص الدالة على كلا الأمرين ـ ثبوت الخمس في كل فائدة ، وأصناف مستحقيه ـ لا سيما ما جاء في العهود والمواثيق التي كتبها النبي صلىاللهعليهوآله إلى بعض الوفود. وإليك بعضاً
______________
(١) تفسير الطبري ١٠ : ٢ ، تفسير البيضاوي ٣ : ٥٠ ، تفسير ابن كثير ٢ : ٣١٠.
(٢) المصباح المنير ، القاموس ، لسان العرب.