الإسلام ، أو بقصد جر المغانم ، والاستلاب ، وامتصاص ثروات الشعوب ، أو لأجل اكتساب الأمجاد الشخصية للملوك والقواد.
كما رفض ـ بذات الوقت ـ اضطهاد أصحاب المعتقدات الدينية التي ارتضت العيش بسلام في داره ، ونظّم مبادئ العلاقات بينه وبين تلك الأقليات في المجتمع الإسلامي بما يضمن لها حريتها وحقوقها كاملة.
ويجب أن نعي جيداً بأن الإسلام لم يرغب في القتال ، ولم يشجع عليه لذاته ، ولم يشرّعه للسيطرة على الناس ، أو الأراضي ، ولا طلباً للغنيمة كما هو الحال في سائر الحروب الصليبية ، وإنما هدفه الوحيد من القتال هو إعلاء كلمة الله تعالى ، والدفاع عن المفاهيم والقيم النبيلة التي يحاول أعداء الإنسانية تعطيلها وإلغائها ، وردع العدوان الواقعي أو المحتمل الوقوع.
ومن جهة ثالثة فان الاسلام هو دين الرحمة والمسامحة والعفو ، دين التآلف والوئام والتعاون ، دين السلام والأمان ، وهي الأسس الثابتة التي يتعامل بها مع جميع الناس. وعلى هذا فان القتال في أدبياته لا يمكن أن يكون أصلاً ، بل وحتىٰ السلم لا يمكن أن يكون هو القاعدة في جميع الظروف ، والأمر المعقول جداً هو أن يكون كل منهما أصلاً في موضوعه وظروفه ، ففي الظروف التي يمكن للسلم أن يحقق النتائج الايجابية للإسلام والمسلمين يكون هو الأصل في التعامل ، وأما لو انقلب السلم إلى موقف ضعف يمس كرامة الدين الحنيف ، أو حالة خطر على الإسلام والمسلمين كان الجهاد هو السبيل المشروع لرد الكرامة ودفع الخطر.
ولو نظرنا إلى الواقع التاريخي بعمق وواقعية
وجدنا أن جميع معارك الاسلام الأولى كانت معارك دفاعية لردّ عدوان واقعي أو محتمل