الوقوع. (١)
والإسلام دين الواقع والإنسجام مع الفطرة ، فهو ليس ديناً يتبنى الإرهاب والعنف والقسوة ويجعل الحرب طريقاً لتحقيق اهدافه ، كما أنه ليس بدين الخنوع والخضوع والذلة ، كما نجده في بعض الأديان التي تنتسب إلى الوحي. بل نرى الإسلام شرّع فريضة الجهاد والقتال من أجل الحفاظ على كيان الإسلام والاُمة من المعتدين والمتآمرين عليه ، وهذا أمر يتبناه العقلاء وتدعو إليه الفطرة السليمة ، ولذلك أكد عليه الإسلام بشكل كبير وجعل له تشريعات خاصة وظوابط موضوعية من أجل أن لا يستغل لظلم الناس ، أو يكون هدفه إراقة الدماء ، ومن هنا ارتبط الجهاد بالإسلام وبالله عزّوجلّ ، فيقال الجهاد في سبيل الله ، وسبيل الله هو الطريق الموصل إليه ، وهداية الناس إليه ؛ لأن الظالمين يقفون دائماً حائلاً بين المبادئ الحقة وبين الناس ويمنعوا من وصولها إليهم بشتى السبل ، الأمر الذي يمثل اعتداءهم على الناس جميعاً ، ولذلك يجب أزالة هذه المعوقات ؛ لكي يتسنى للناس رؤية الحق ومعرفته ، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى : ( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ) (٢).
______________
(١) راجع : سماحة الإسلام وحقوق الأقليات الدينية في مدرسة أهل البيت عليهمالسلام / السيد سعيد كاظم العذاري / إصدار مركز الرسالة برقم (٤٣) ـ الفصل الثاني / السلم والقتال بين الأصالة والاستثناء.
(٢) سورة النساء : ٤ / ٧٤.