بمعناه أحقّ ، ودلالته عليه أوضح ، فلأمر ما عدل عنه إلى الورد؟ تأمّل فيما قلناه ، تجده واضحا إن شاء الله.
( فصل )
وليت شعري ما ذا يقول القائل بأنّ اللفظ مستعمل في غير معناه في مثل قوله : هو ملك بل ملك ، وفلان شجاع بل أسد؟ وكيف يمكن أن يكون المراد من الملك ـ بالفتح ـ والأسد ، الملك ـ بالكسر ـ والشجاع؟ وقد ذكرهما أوّلا وأضرب عنهما ، وما ذا يقول في الاستعمالات التي يصرّح فيها بنفي المعنى الحقيقي ، كقوله تعالى : ( ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ )(١) على أظهر الوجهين فيه ، وكقولك : ليس هذا بوجه بل هو بدر ، وليس هذه كف بل هي بحر؟ وما ذا يقول في مثل قولهم : يا أخا البدر ، ويا أخت الشمس ونحوهما؟ كقوله :
حكيت أخاك البدر عند تمامه |
|
سنا وسناء مذ تشابهتما سنّا (٢) |
مما لا يمكن فيه تفسير شيء من المضاف ولا المضاف إليه بغير معناه إلاّ بتكلّف يمجه السمع ، وينبو عنه الطبع (٣).
وفي مثل قوله ـ من الوافر ـ :
وفي ديباجتيه فتيت مسك |
|
يقال له بزعم الناس حال |
وفي مثل قوله ـ من البسيط ـ :
يا من يريني المنايا واسمها نظر |
|
من السيوف المواضي واسمها مقل |
__________________
(١) يوسف : ٣١.
(٢) أي : أربعة عشر [ على حساب الجمل ] وجه المشابهة :
فلك أربع عشرة سنة ، وللقمر أربع عشرة ليلة. ( مجد الدين ).
(٣) أي : يأباه السمع ولا يقبله الطبع. ( مجد الدين ).