وكيف يجرأ مسلم على قبول رأي من رواة أو خليفة ، يستلزم إبطال دينه من أصله ؟ ! !
رابعاً : تزعم روايات هذا المذهب عدم عصمة النبي صلىاللهعليهوآله وأنه أخطأ في تبليغ الرسالة وصحح له عمر وأقنعه بخطئه ! على أنه توجد رواية أخرى في تهذيب الكمال ج ٤ ص ٣١ وفي مجمع الزوائد ج ١ ص ١٦ تقول إن النبي لم يقتنع وأصرَّ على رأيه ، وقال لعمر : دعهم يتكلوا ! وتوجد رواية أخرى في مجمع الزوائد وفي مسند أحمد ج ٤ ص ٤٠٢ تقول إن النبي سكت ! . . الخ .
ومن جهة أخرى تدل هذه الروايات على عدم إيمان عمر بعصمة النبي صلىاللهعليهوآله وتعطي لعمر دور الناظر على أعمال النبي صلىاللهعليهوآله والولاية عليه لتصحيح أخطائه ! بينما يؤكد الله تعالى عصمة رسوله صلىاللهعليهوآله في كل كلمة يتفوه بها ، فيقول ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) !
خامساً : تقدمت رواية أن عمر هو الذي بشر الناس ، ولعله اقترح على النبي أن يبشر الناس بذلك فنهاه النبي صلىاللهعليهوآله ! ! وقد روى الهيثمي رواية فيها تصريح بأن الذي أراد تبشير الناس هو عمر وإن كانت متناقضة ، قال ( وعن جابر رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ناد يا عمر في الناس إنه من مات يعبد الله مخلصاً من قلبه أدخله الله الجنة وحرم على النار ! قال فقال عمر : يا رسول الله أفلا أبشر الناس ؟ قال : لا ، لا ، يتكلوا . انتهى .
فأول الرواية يقول : إن النبي أمر عمر بالنداء ، وآخرها يقول إن عمر اقترح النداء فلم يقبل به النبي صلىاللهعليهوآله ونهاه عنه !
وهذا يؤيد أن يكون أصل القضية كلها محاولة من عمر لتبشير الناس بعدم اشتراط العمل للجنة ، فنهاه النبي صلىاللهعليهوآله .
سادساً :
إن روايات ( ضياع النبي ! ) في غزوة من غزواته أو في المدينة ، قد حملت من التناقض واللا معقول ما يوجب على الباحث بل على القارئ الشك فيها