رجلاً آخر لم أتوصل إلى معرفته ) فيا للعجب ! !
( ١٠٠ ) وهذا القعود الذي يتحدثون عنه هو قعود سيدنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بجنب الله تعالى على العرش ! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ! والدليل عليه قول الخلال هناك ص ٢٤٤ : حدثنا أبو معمر ثنا أبو الهذيل عن محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد قال : عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ، قال : يجلسه معه على العرش قال عبد الله : سمعت هذا الحديث من جماعة وما رأيت أحداً من المحدثين ينكره ، وكان عندنا في وقت ما سمعناه من المشائخ أن هذا الحديث إنما تنكره الجهمية .
أقول : ومن العجيب الغريب أن الألباني ينكر هذا ، ويقول بعدم صحته وأنه لم يثبت كما سيأتي ، وكذلك محقق الكتاب وهو متمسلف معاصر ينكر ذلك أيضاً ويحكم على هذا الأثر بالضعف حيث يقول في هامش تلك الصحيفة تعليق رقم ١٩ : إسناده ضعيف ! فهل هؤلاء جهمية ! وما هذا الخلاف الواقع بين هؤلاء في أصول اعتقادهم !
ومن الغريب العجيب أيضاً أنهم اعتبروا أن نفي قعود سيدنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بجنب الله نافياً ودافعاً لفضيلة من فضائل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والدليل على ما قلناه قول الخلال هناك ص ٢٣٧ : ( وقال أبو علي إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي ( وهو مجهول بنظر المحقق ) : إن هذا المعروف بالترمذي عندنا مبتدع جهمي ، ومن رد حديث مجاهد فقد دفع فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن رد فضيلة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو عندنا كافر مرتد عن الإسلام ! !) وقال ص ٢٣٤ ناقلاً ( وأنا أشهد على هذا الترمذي أنه جهمي خبيث ) ! انتهى .
* *
تفسير قوله تعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضى )
قال الله تعالى : وَالضُّحَىٰ
وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ . مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ . وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ