عبد المطلب لا نعرف كيف أمر بنذر الذبح والفداء ، ولكن نعرف أنه حجة وعمله صحيح ، ولا بد أنه كان عنده حجة شرعية على نذره وفدائه .
وحينئذ فما يجاب به عن عمل إبراهيم ، يجاب به عن عمل عبد المطلب بلا فرق ، فلا معنى لاستظهار أن ذبح الولد كان من عادات المشركين ، ولا معنى للقول بأنه لو كان عبد المطلب نذر ذلك فلماذا لم يقدم عليه . . . الخ .
سابعاً : إن ما ذكره حفظه الله من ملاحظات روائية ليس شاملاً ولا مقنعاً ، والظاهر أنه لم يطلع على مصادر رواية ( أنا ابن الذبيحين ) وطرقها ، واشتهارها عند الشيعة من العصر الأول ، بل عند السنة أيضاً حتى أن فقهاءهم أخذوا بها ، وإن لم يأخذ بها أهل صحاحهم ، وممن صححها من الأحناف أبو بكر الكاشاني في بدائع الصنائع ج ٥ ص ٨٥ قال ( ودليل ما قلنا الحديث وضرب من المعقول . أما الحديث فقول النبي عليه الصلاة والسلام : أنا ابن الذبيحين أراد أول آبائه من العرب وهو سيدنا اسماعيل عليه الصلاة والسلام وآخر آبائه حقيقة وهو عبد الله بن عبد المطلب سماهما عليه الصلاة والسلام ذبيحين ومعلوم أنهما ما كانا ذبيحين حقيقة فكانا ذبيحين تقديراً بطريق الخلافة لقيام الخلاف مقام الأصل . انتهى .
ـ وقال ابن كثير في السيرة النبوية ج ١ ص ١٨٤
( وهو ابن عبد الله وكان أصغر ولد أبيه عبد المطلب وهو الذبيح الثاني المفدي بمائة من الإبل كما تقدم ) . انتهى .
وفي اطمئناني أن المتتبع يجد لهذا الحديث طرقاً أخرى سواء في مصادرنا أو في مصادر السنيين ، ويجد المزيد ممن صححه من علماء الفريقين .
المسألة الثانية : أول من يكسى كسوة الجنة
ذكرت بعض الروايات أن
الناس يخرجون من قبورهم عرياً يوم القيامة ثم يكسون على حسب عملهم . ولكن الظاهر أن المقصود بحديث أول من يكسى هنا ليس