شفاعة القرآن
ـ في نهج البلاغة ج ٢ ص ٩١
واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا يضل ، والمحدث الذي لا يكذب .
وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان : زيادة في هدى أو نقصان في عمى .
واعلموا أنه ليس على أحدٍ بعد القرآن من فاقة ، ولا لأحد قبل القرآن من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم ، فإن فيه شفاء من أكبر الداء ، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال .
فاسألوا الله به ، وتوجهوا إليه بحبه ، ولا تسألوا به خلقه ، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله .
واعلموا أنه شافع مشفع ، وقائل مصدق ، وإنه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه ، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه ، فإنه ينادي مناد يوم القيامة : ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله ، غير حَرَثَةِ القرآن ، فكونوا من حرثته وأتباعه ، واستدلوه على ربكم ، واستنصحوه على أنفسكم ، واتهموا عليه آراءكم ، واستغشوا فيه أهواءكم . العملَ العملِ ، ثم النهاية النهاية . انتهى .
ـ وفي الكافي ج ٢ ص ٥٩٦ ـ كتاب فضل القرآن
علي بن محمد ، عن علي
بن العباس ، عن الحسين بن عبد الرحمن ، عن سفيان الحريري ، عن أبيه ، عن سعد الخفاف ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : يا سعد تعلموا القرآن ، فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق ، والناس صفوف عشرون ومائة ألف صف ، ثمانون ألف صف أمة محمد صلىاللهعليهوآله وأربعون ألف صف من سائر الأمم ، فيأتي على صف المسلمين في صورة رجل فيسلَّم ، فينظرون إليه ثم يقولون : لا إلۤه إلا الله الحليم الكريم ، إن هذا الرجل من
المسلمين نعرفه بنعته