ـ وفي كنز العمال ج ١١ ص ٥٢٢ عن ابن عساكر : لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يحيى بن زكريا ، ما همَّ يخطيئة ولا جالت في صدره امرأة .
* *
والنتيجة : أنه لا بد للباحث من القول بأن روايات بني اسرائيل وجدت طريقها الى مصادر إخواننا السنيين في عقيدة الشفاعة ، وبقيت ضعيفة في بعض الحالات ، ولكنها في حالاتٍ أخرى صارت الى صفِّ الروايات الإسلامية وبستواها من الصحة . . وأحياناً صارت أقوى منها وحلت محلها ! !
* *
أحسن تصور في مصادر السنيين عن شفاعة نبينا صلىاللهعليهوآله
ـ حاول القاضي عياض في كتابه ( الشفا ) أن يقدم أفضل صورةٍ عن شفاعة النبي صلىاللهعليهوآله ولذلك لم يتقيد بروايات الصحاح ، وجمع روايات لم يصححوها ، وجرَّدها من كثير من الإسرائيليات التي تفضل أنبياء بني إسرائيل على نبينا ، كما جرَّد بعض رواياتها من تجسيم الاسرائيليات ، وبقي في بعضها ، ولم يجردها من التهم التي تضمنتها لآدم وإبراهيم وموسى وعيسى عليهمالسلام عندما يطلب الناس منهم الشفاعة يوم القيامة فيتكلمون عن خطاياهم وجرائمهم التي لم تغفر ! فجاءت صورة عياض قريبة إلى أحاديث أهل البيت عليهمالسلام ، وكانت أحسن تصور قدمها عالمٌ سنيٌّ عن شفاعة النبي صلىاللهعليهوآله .
وفيما يلي مقتطفات من كلامه من ص ٢١٦ وما بعدها :
ـ وعن أبي هريرة سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني قوله : عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا ، فقال : هي الشفاعة .
ـ وروى كعب بن مالك
عنه صلى الله عليه وسلم : يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل ، ويكسوني ربي حلة خضراء ، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن