النوع السابع : حرمان من الشفاعة بسبب صبغ الشعر
يمكن للباحث أن يتفهم أحاديث الحرمان من الشفاعة لمن ينتقد الصحابة ، ويفسرها بأنها محاولة لتسكيت المسلمين عن الصحابي الحاكم وجماعته . ولكن بعض الحرمانات الواردة في الصحاح لا يستطيع أن يفهم لها علة ولا معنى ، إلا بعد جهد جهيد ، مثل حرمانهم الذي يصبغ شعره ولحيته بالسواد من الشفاعة والجنة !
فقد روت ذلك الصحاح كما في النسائي ج ٨ ص ١٣٨ قال : عن ابن عباس رفعه أنه قال قوم يخضبون بهذا السواد آخر الزمان كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة . انتهى .
ورواه أبو داود في ج ٢ ص ٢٩١
وأحمد في ج ١ ص ٢٧٣
والبيهقي في سننه ج ٧ ص ٣١١
ـ وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٥ ص ١٦٣ روايةً شديدةً على المجرم الذي يصبغ شعره ولحيته بالسواد ، وقال إنها موثقة عند ابن حنبل وابن معين وابن حبان قال : عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خضب بالسواد سوَّد الله وجهه يوم القيامة . رواه الطبراني وفيه الوضين بن عطاء وثقه أحمد وابن معين وابن حبان ، وضعفه من هو دونهم في المنزلة وبقية رجاله ثقات . انتهى .
وقد تحير في ذلك بعض
أصحاب الصحاح . . ومن حقهم أن
يتحيروا . . فمع أنهم عاشوا في القرن الثالث ولم يشهدوا القرن الأول ولا الثاني ، ولكن عهدهم كان قريباً
نسبياً ، والمسألة واضحةٌ وضوح اللحى ! ومع ذلك وصلت اليهم أحاديث متناقضة فيها ! فمنها أحاديث تقول إن النبي صلىاللهعليهوآله أمر بتغيير الشيب ومخالفة اليهود الذين
يحرمون صبغ الشيب ، وأحاديث تقول إنه أمر بصبغه بالحناء ، أي باللون الأحمر الذي تصبغ به العرب ونهى عن السواد لأنه خضاب الكفار ! وأخرى تقول إنه أمر