الكسوة من العري ، بل كسوة الجنة كما ورد في النص .
وقد ادعى اليهود أن إبراهيم أول من يكسى كسوة الجنة يوم القيامة . . ولا أظن أن هذه المسألة كانت مطروحة في ثقافتهم ، ولكن لما رأوا المسلمين يروون عن نبيهم صلىاللهعليهوآله أنه رئيس المحشر ، والشفيع الأول ، وخطيب الأنبياء ، وأول من يكسى يوم القيامة . . ادعى اليهود أن أول من يكسى إبراهيم ، وروى ذلك أحبارهم الذين أسلموا ( ؟ ) عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ! ! وأخذها عنهم من أخذها من الرواة فدخلت في مصادر المسلمين وثقافتهم ، وساعد عليها أن إبراهيم هو جد النبي صلى الله عليهما وآلهما ، وأن من المعقول أن يكون إكرام الله تعالى للجد قبل إكرام الإبن .
وقد اختار البخاري أن أول من يكسى إبراهيم وليس محمداً صلى الله عليهما وآلهما ! قال في صحيحه ج ٤ ص ١١٠ :
ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنكم تحشرون حفاة عراة غرلاً ثم قرأ : كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ . وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ! فأقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيداً ما دمت قال العبد الصالح وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ إلى قوله الحكيم . انتهى .
ورواه أيضاً في ج ٤ ص ١٤٢ وروته بقية الصحاح وغيرها بألفاظ متقاربة مثل الترمذي في ج ٤ ص ٣٨ والنسائي ج ٤ ص ١١٧ والدارمي ج ٢ ص ٣٢٥ وفيه ( فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول الله تعالى : إكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين من رياط الجنة ثم أكسى على أثره )
وروى نحوه في أحمد ج ١ ص ٣٩٨ ورواه أيضاً موجزاً في ج ١ ص ٢٢٣ وص ٢٢٩
ورواه السيوطي في
الدر المنثور ج ١ ص ١١٦ عن أبي نعيم في الحلية وابن أبي شيبة