لوجود روايات عديدة صحيحة على شرطه في ذلك ، ومن البعيد أنه لم يرها ! فلا بد أنه كالبخاري والحاكم رجح أن الذبيح إسحاق .
أما لماذا فعل أصحاب المصنفات والصحاح ذلك ؟
ولماذا أسقطوا الأحاديث الصحيحة بأن الذبيح اسماعيل !
فالجواب : أنهم فعلوه لحاجة في نفس يعقوب ! !
والحاجة التي في نفس يعقوب هنا : أن قريشاً تبنت القول بأن الذبيح هو إسحاق حتى لا تضطر إلى الإعتراف بحديث ( أنا ابن الذبيحين ) لأن هذا الحديث يعطي لعبد المطلب مقاماً شبيهاً بمقام إبراهيم عليهالسلام وأنه كان ولياً ملهماً كالأنبياء وأن الله تعالى امتحنه فأمره بذبح أحد أبنائه . . وإذا اعترفت بذلك ، فإن حق الحكم بعد النبي يجب أن يكون في ذرية عبد المطلب دون غيرهم من بيوتات قريش وقبائلها ! !
فالأفضل للقرشيين في تصورهم أن يقولوا إن عبد المطلب وأبا طالب وكل أسرة النبي الماضين ، كانوا كفاراً وأنهم في النار ، وأن ورثة سلطان النبي صلىاللهعليهوآله هم جيل قريش الذين عاصروه من جميع قبائل قريش الثلاث والعشرين !
ولهذا نجد أن شخص ( الخليفة ) يتدخل في هذا الموضوع ويصير راوياً ، ويقول إن النبي لم يقل إنه ابن الذبيحين ، ولكن بدوياً فقيراً تقرب إليه بهذه العبارة ، فتبسم لها النبي صلىاللهعليهوآله ! وقد كان تبسمه اشتباهاً ورأياً رآه من عنده ولم ينزل عليه به وحي ! !
ـ روى الحاكم في المستدرك ج ٢ ص ٥٥٤ عن : عبد الله بن سعيد الصنابحي قال : حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم اسمعيل وإسحاق بن إبراهيم فقال بعضهم : بل إسحاق الذبيح فقال معاوية : سقطتم على الخبير كنا عند رسول الله فأتاه الأعرابي فقال : يا رسول الله خلفت البلاد يابسة والماء يابساً هلك المال وضاع العيال فعد علي بما أفاء الله عليك يا بن الذبيحين فتبسم رسول الله ولم ينكر عليه ! !
فقلنا يا أمير
المؤمنين وما الذبيحان قال إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض ولده فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله