ونفس مرور الزمان ، فيشكّ في أنّه هل يبقى إلى هذا الآن أم لا ، ومقابله الشكّ في الرافع وهو ما يكون الشكّ في بقائه في عمود الزمان مستنداً إلى حادث كوني غير مرور الزمان ، بحيث إنّه لو بقي الكون على حاله بلا أن يوجد معدوم أو ينعدم موجود لكان باقياً قطعاً ، وإنّما يشكّ في بقائه من جهة الشكّ في حادث كوني وهو انعدام موجود كما في انعدام التغيير أو وجود معدوم كما في مثل الحدث ، فإن كلّ واحد من هذين يكون رافعاً لما هو الموجود أعني النجاسة في الأوّل والطهارة في الثاني ، ومعنى كون الثاني رافعاً واضح وهو مطابق للرافع المذكور هنا ، ومعنى كون الأوّل رافعاً أنّ انعدام التغيير وإن لم يكن رافعاً حقيقة لعدم كونه رافعاً لأثر المقتضي لكونه في الحقيقة ارتفاع نفس المقتضي ، إلاّ أنّه لمّا كان بارتفاعه يرتفع الحكم سمّي رافعاً بهذا الاعتبار.
لا يقال : إنّ ارتفاع التغيّر يكون مثل خلاص الزيت ، لكون التغيّر علّة كما أنّ الزيت يكون بمنزلة العلّة لاشتعال السراج ، فكما أنّ الثاني يكون من قبيل المقتضي فكذلك الأوّل.
لأنّا نقول : فرق واضح بينهما ، فإنّ مثال ارتفاع التغيير يكون من قبيل الارتفاع ، ومثال خلاص الزيت يكون من قبيل الانقضاء ، والارتفاع في الأوّل يكون موجباً لرفع الأثر فيكون من قبيل الشكّ في الرافع ، وخلاص الزيت في الثاني يكون من قبيل الانتهاء ويكون موجباً لانقضاء الأثر ، فيكون من قبيل الشكّ في المقتضي. نعم لو احتملنا ارتفاع الزيت الموجود أو إراقة بعضه بعد الاشتعال ، لكان الشكّ في بقاء الاشتعال الناشئ عن الشكّ في إراقة بعض الزيت الموجود من قبيل الشكّ في الرافع. نعم لو قلنا بأنّ النجاسة دائرة مدار وجود التغيير ، واحتملنا زوال التغيير لأجل تردّده بين التغيير القوي الذي لا يزول إلاّبساعات أو