ولا تسمع فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياما ثم وضعه بأوعر بقاع الأرض حجرا وأقل نتائق الدنيا مدرا وأضيق بطون الأودية معاشا وأغلظ محال المسلمين
______________________________________________________
لما يحصل لهم في زيادتها من التجارة وأنواع البركة وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام.
وقيل : معناه أنهم لو تركوه عاما واحدا لم يحجوه (١) لما نوظروا إن أهلكهم (٢) الله رواه عل بن إبراهيم عنهم عليهمالسلام (٣).
أقول : ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما روي أن الكعبة والقرآن أمانان لله في الأرض فإذا رفعا إلى السماء نزل عليهم العذاب وقامت الساعة.
قوله عليهالسلام : « ثم جعله » في النهج : ثم وضعه وقال في النهاية : « جبل وعر » أي غليظ حزن ، يصعب الصعود إليه (٤) ، وقال في النهاية : في حديث علي عليهالسلام « أقل نتائق الدنيا مدرا » النتائق جمع نتيقة وهي فعيلة. بمعنى مفعوله ، من النتق وهو أن يقلع الشيء فترفعه من مكانه لترمي به هذا هو الأصل وأراد بها هاهنا البلاد لرفع بنائها وشهرتها في موضعها (٥).
وقال ابن أبي الحديد : أصل هذه اللفظة من قولهم امرأة منتاق أي كثيرة الحبل والولادة.
ويقال : ضيعة منتاق : أي كثيرة الربع فجعل عليهالسلام الضياع ذوات المدر التي يثأر للحرث نتائق وقال : إن مكة أقلها صلاحا للزرع لأن أرضها حجرية.
وقال الفيروزآبادي : المدر : محركة قطع الطين النبق بالكسر وهو أرفع موضع في الجبل.
قوله عليهالسلام : « معاشا » في النهج مكانه قطرا وهو بالضم الجانب.
__________________
(١) هكذا في الأصل : ولكن في المجمع : لم يحجّونه.
(٢) هكذا في الأصل : ولكن في المجمع : أن يهلكوا.
(٣) الظاهر ممّا يستفاد من المجمع : أنّ هذا القول مرويّ عن عطاء ورواية عليّ بن إبراهيم رواية مستقلة تأتي بعد ذلك ولم يذكرها المؤلّف قدسسره.
(٤) نهاية ابن الأثير ج ٥ ص ٢٠٦.
(٥) نهاية ابن الأثير ج ٥ ص ١٣.