ابن الانباري ردا على ابن قتيبة : لو كان العذاب لا يقع إلا بالجارحة التي باشرت المعصية لما عوقب الزاني بالجلد والرجم في الدنيا وبالنار في الاخرة ، قال ابن الانباري : معنى الحديث أنه لقي الله وهو أجذم الحجة لا لسان له يتكلم ولا حجة له في يده ، وقول علي عليهالسلام : ليست له يد أي لا حجة له ، وقيل : معناه لقيه منقطع السبب يدل عليه قوله : القرآن سبب بيد الله وسبب بأيديكم فمن نسيه فقد قطع سببه وقال الخطابي : معنى الحديث من ذهب إليه ابن الاعرابى وهو أن من نسي القرآن لقي الله خالي اليد صفرها عن الثواب ، فكني باليد عما تحويه وتشتمل عليه من الخير ، قلت وفي تخصيص على عليهالسلام بذكر اليد معنى ليس في حديث نسيان القرآن لان البيعة تباشرها اليد من بين الاعضاء انتهى وأقول : في حديث القرآن أيضا يحتمل أن يكون المراد بنسيانة ترك العمل بما يدل عليه من مبايعة ولي الامر ومتابعته ، فيرجع معناه إلى الخبر الاخر.
١٣ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن فريقين من أهل الحرب لكل واحدة منها ملك على حدة اقتتلوا ثم اصطلحوا ثم إن أحد الملكين غدر بصاحبه فجاء إلى المسلمين فصالحهم على أن يغزوا معهم تلك المدينة ، فقال أبوعبدالله عليهالسلام : لا ينبغي للمسلمين أن يغدروا ولا يأمروا بالغدر ، ولا يقاتلوا مع الذين غدروا ، ولكنهم يقاتلون المشركين حيث وجدوهم ، ولا يجوز عليهم ما عاهد عليه الكفار (١).
بيان : في المصباح وحد يحد حدة من باب وعد انفرد بنفسه ، وكل شئ على حدة أي متميز عن غيره ، وفي الصحاح أعط كل واحد منهم على حدة أي على حياله ، والهاء عوض عن الواو ، وفى القاموس يقال : جلس وحده وعلى وحده وعلى وحدهما ووحديهما ووحدهم ، وهذا على حدته وعلى وحده أي توحده «على أن يغزوا» يصيغة الجمع أي المسلمون «معهم» أي مع الملك الغادر وأصحابه
____________________
(١) الكافى ج ٢ ص ٣٣٧.