الكثيرة الواردة من طرقهم من رؤية النبيّ صلىاللهعليهوآله بل رؤية الله تعالى ، وهي الفيصل الفارق بين المؤمن والكافر .
وهذا الحديث تحقيق لحديث آخر علّقه النبيّ صلىاللهعليهوآله حينما قال : « إنّي لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكنّي أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها ، وتقتتلوا فتهلكوا ، كما هلك من كان قبلكم » (١) .
وهذا الحديث تحقّق في الصحابة كما بيّنه الحديث السابق ، وكما بيّنه علماء السنّة ، قال ابن تيمية : « وأمّا علي فأبغضه وسبّه أو كفّره الخوارج وكثير من بني أُمية وشيعتهم الذين قاتلوه وسبّوه ... ، وأمّا شيعة علي الذين شايعوه بعد التحكيم وشيعة معاوية التي شايعته بعد التحكيم ، فكان فيهما من التقابل وتلاعن بعضهم وتكافر بعضهم ما كان » (٢) .
فإذاً الآثار النبوية تدلّ على أنّ الصحبة لوحدها لا تكون كافية في حسن السلوك والمدح والعدالة والرضا إن لم يكن معها التزام بالضوابط الرسالية والتعاليم النبوية .
وكذلك الصحابة لم يكن يعتقدون بأنّ الصحبة لوحدها ذات ميزة أو حاجز ومانع يستطيع الصاحب التحصّن به ، وإن خالف التعاليم الإلهية والسنن النبوية ، فهذا ابن عباس يقول : « يقول أحدهم : أبي صحب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان مع رسول الله ولنعل خلق خير من أبيه » (٣) .
وكان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله الصحابة الطلقاء الذين لم يسلموا ، ولكن استسلموا يوم الفتح ـ كما يقول عمّار بن ياسر ـ وفيهم شرذمة من التابعين ، وهؤلاء نشأوا على بغض علي وأهل البيت عليهمالسلام كما اعترف بذلك الذهبي (٤) .
______________________
(١) صحيح مسلم ٧ / ٦٨ ، المعجم الكبير ١٧ / ٢٧٩ .
(٢) مجموعة الفتاوى ٤ / ٤٣٦ .
(٣) مجمع الزوائد ١ / ١١٣ .
(٤) سير أعلام النبلاء ٣ / ١٢٨ .