فكتمه عشرين يوماً ، ثمّ أخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال له : « ما منعك أن تخبرني » ؟ قال : سبقني عبد الله بن زيد فاستحيت .
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « يا بلال ، قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله » ، قال : فأذّن بلال » (١) .
وعند الرجوع إلى هذه الروايات الناقلة كيفية تشريع الأذان نجد الاختلافات الكثيرة فيها ، ففيها :
١ ـ إنّ الرواية عن ابن زيد مختلفة ، ففي بعض النصوص أنّه رأى الأذان في المنام واليقظة ، وفي نقل آخر تقول : رآه في المنام ، وفي نقل ثالث تقول : إنّه قال : لولا أن يقول الناس لقلت : إنّي كنت يقظان غير نائم ؟!
٢ ـ رواية تقول : إنّ عبد الله بن زيد رآه ، فاخبر به النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وأُخرى تقول : إنّ جبرائيل أذّن في سماء الدنيا ، فسمعه عمر وبلال فسبق عمر بلالاً فأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ جاء بلال فقال له : « سبقك بها عمر » !!
٣ ـ رواية تنصّ على أنّ ابن زيد رآه ، ورواية أُخرى تقول : إنّ سبعة من الأنصار رآه ، ورواية تقول : أربعة عشر صحابياً رأوه ، ورواية تدخل عبد الله بن أبي بكر .
٤ ـ رواية تنصّ على أنّ بلالاً كان يقول : اشهد أن لا إله إلّا الله ، حيّ على الصلاة ، فقال له عمر : أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله لبلال : « قل كما قال عمر » !!
٥ ـ رواية تفرد فصول الأذان ، ورواية أُخرى تثنّيها ؟!
٦ ـ رواية تقول : إنّ عبد الله بن زيد هو الذي أخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله بذلك ، ثمّ أخبره عمر بن الخطّاب ، فقال له النبيّ : « ما منعك أن تخبرني » ؟!
______________________
(١) سنن أبي داود ١ / ١٢٠ ، السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٣٩٠ ، فتح الباري ٢ / ٦٦ ، عمدة القاري ٥ / ١٠٦ ، السيرة الحلبية ٢ / ٣٠٢ ، كنز العمّال ٨ / ٣٣٢ ، عيون الأثر ١ / ٢٦٩ ، سبل الهدى والرشاد ٣ / ٣٥٣ .