قال أبو الفرج الأصفهاني : أخبرني علي بن صالح ، قال : حدّثنا أبو هفان ، عن إسحاق ، عن أبي عبد الله الزبيري ، قال : اجتمع نسوة من أهل المدينة من أهل الشرف ، فتذاكرن عمر بن أبي ربيعة ، وشعره وظرفه وحسن حديثه ، فتشوّقن إليه وتمنيّنه ، فقالت سكينة بنت الحسين عليهالسلام : أنا لكُنّ به ، فأرسلت إليه رسولاً وواعدته الصورين ، وسمّت له الليلة والوقت ، وواعدت صواحباتها ، فوافاهنّ عمر على راحلته ، فحدّثهن حتّى أضاء الفجر وحان انصرافهن ، فقال لهن : والله إنّي لمحتاج إلى زيارة قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والصلاة في مسجده ، ولكن لا أخلط بزيارتكن شيئاً ، ثمّ انصرف إلى مكّة ، وقال :
قالت سكينة والدموع ذوارف |
|
منها على الخدين والجلباب |
ليت المغيريّ الذي لم أجزه |
|
فيما أطال تصيّدي وطلابي |
كانت ترد لنا المنى أيّامنا |
|
إذ لا نلام على هوى وتصابي |
خبرت ما قالت فبتّ كأنّما |
|
ترمي الحشا بنوافذ النشاب |
أسكين ما ماء الفرات وطيبه |
|
منّي على ظمأ وفقد شراب |
بألذّ منك وإن نأيت وقلّما |
|
ترعى النساء أمانة الغيّاب |
وأجاب الأُستاذ علي دخيّل على هذه الرواية قائلاً : إنّ هذه الأبيات ليست في سكينة بنت الحسين عليهالسلام ، وإنّما هي في سعدى بنت عبد الرحمن بن عوف ، وإنّ عداوة الزبيري صيّرتها في سكينة ، ودليلنا :
١ ـ قال العلّامة الشنقيطي : أكثر الروايات « سكينة » في المتمم ، « وأسكين » في المرخم ، والرواية الصحيحة : قالت « سعيدة » في المتمم ، و « أسعيد » في المرخم ، وسعيدة تصغير سعدى وهي بنت عبد الرحمن بن عوف .
وسبب هذا الشعر أنّ سعدى المذكورة كانت
جالسة في المسجد الحرام ، فرأت عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت ، فأرسلت إليه : إذا فرغت من طوافك فأتنا ، فأتاها ، فقالت : لا أراكَ يا ابن أبي ربيعة سادراً في حرم الله ، أما