على الكوفة عاملاً لمعاوية سبع سنين وأشهراً ، وهو من أحسن شيء سيرة ، وأشدّه حبّاً للعافية ، غير أنّه لا يدع ذمّ علي عليهالسلام والوقوع فيه ، والعيب لقتلة عثمان ، واللعن لهم ... » (١) .
وعن عبد الله بن ظالم قال : « لما بويع لمعاوية أقام المغيرة بن شعبة خطباء يلعنون علياً عليهالسلام » (٢) .
وأمر ـ هو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاوية ـ حجر بن عدي أن يقوم في الناس ، فيلعن علياً عليهالسلام ، فأبى ذلك ، فتوعّده (٣) .
وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من سبّ علياً فقد سبّني » ، وهذا الحديث قد صحّحه الهيثمي في « مجمع الزوائد » (٤) ، وهكذا صحّحه الذهبي ، ورواه أحمد في مسنده وغيره (٥) .
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله أيضاً : « يا علي لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق » (٦) وهو أيضاً حديث صحيح السند .
وهناك موارد كثيرة تدلّ على نفاق المغيرة .
منها : قد صرّح بنفاقه عثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، ففي الطبري ـ بعد
______________________
(١) تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ١٨٨ .
(٢) شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٣٠ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٩٣ .
(٣) شرح نهج البلاغة ٤ / ٥٨ .
(٤) مجمع الزوائد ٩ / ١٣٠ .
(٥) مسند أحمد ٦ / ٣٢٣ ، ذخائر العقبى : ٦٦ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٢١ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٣٣ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٩ ، نظم درر السمطين : ١٠٥ ، الجامع الصغير ٢ / ٦٠٨ ، كنز العمّال ١١ / ٥٧٣ و ٦٠٢ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١٣٢ و ٣٠ / ١٧٩ و ٤٢ / ٢٦٦ و ٥٣٣ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٩١ ، سبل الهدى والرشاد ١١ / ٢٥٠ و ٢٩٤ ، ينابيع المودّة ١ / ١٥٢ و ٢ / ١٠٢ و ١٥٦ و ٢٧٤ و ٣٩٥ .
(٦) مسند أحمد ١ / ٩٥ و ١٢٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٣ ، فتح الباري ١ / ٦٠ و ٧ / ٥٨ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٥١ ، تاريخ بغداد ٨ / ٤١٦ و ١٤ / ٤٢٦ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٦ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠ .