ذكر إنكار الناس على عثمان توليه ابن عامر ـ فقال عثمان : « وولّيت شبيهاً بمن كان عمر يولّي ، أنشدك الله يا علي ، هل تعلم أنّ المغيرة بن شعبة ليس هناك ؟ قال : « نعم » ، قال : فتعلم أنّ عمر ولاه ؟ قال : « نعم » ، قال : فلم تلومني أن ولّيت ابن عامر » (١) .
وذكر الطبري ـ بعد ذكر بيعة عبد الرحمن لعثمان ـ : « وقال المغيرة بن شعبة لعبد الرحمن : يا أبا محمّد قد أصبت إذ بايعت عثمان ، وقال لعثمان : لو بايع عبد الرحمن غيرك ما رضينا ، فقال عبد الرحمن : كذبت يا أعور لو بايعت غيره لبايعته ، ولقلت هذه المقالة » (٢) .
وروى عنه أنّه قال : « وددت والله أنّي لو علمت ذلك ، إنّي والله ما رأيت عثمان مصيباً ، ولا رأيت قتله صواباً » (٣) .
وقال فيه الإمام علي عليهالسلام : « فإنّه والله دائباً يلبس الحقّ بالباطل ، ويموّه فيه ، ولن يتعلّق من الدين إلّا بما يوافق الدنيا ... » (٤) .
وهو معدن كلّ شرّ ومنبعه ، فهو الذي أشار على أبي بكر وعمر على تصدّي الأمر حتّى يكون لأمثاله حظّ ، كما أنّه أشار عليهما بجعل نصيب للعباس لتضعيف أمر أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأشار على معاوية باستلحاق زياد به حتّى يكمل استيلاؤه ، وأشار عليه باستخلافه ابنه السكّير ، لئلا يعزله معاوية عن الإمارة .
وقال ابن الأثير : ( وكان المغيرة يدّعي أنّه ألقى خاتمه في قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فنزل ليأخذه ، فكان آخرهم عهداً برسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولم يصحّ ذلك ، ولم يحضر دفنه فضلاً عن أن يكون آخرهم عهداً به ، وسئل علي عليهالسلام عن قول المغيرة ، فقال : « كذب آخرنا عهداً به قثم ... » ) (٥) .
______________________
(١) تاريخ الأُمم والملوك ٣ / ٣٧٦ .
(٢) المصدر السابق ٣ / ٢٩٨ .
(٣) تاريخ مدينة دمشق ٦٠ / ٤٤ .
(٤) الأمالي للشيخ المفيد : ٢١٨ .
(٥) أُسد الغابة ١ / ٣٤ .