قلب من يريد الله أن يهديه» (١).
وفيه أيضا : «العلم نور وضياء يقذفه الله في قلوب أوليائه» (٢).
وفيه : «العلم علم الله لا يؤتيه إلّا لأوليائه» (٣).
وجميع ما ذكرناه مما يتوقف عليه تصفية الباطن من الرذائل وتحليته بالفضائل شرط في النائب عنهم عليهمالسلام ، فلا بدّ من اتّصافه بالورع والتقوى ، والزهد في الدنيا ، وتجنّب الكبر والحسد ، وحب الرئاسة ، وخفق النعال خلفه ، والحميّة ، والعصبية ، والغضب ، وأمثال ذلك مما هو مذكور في مظانّه. وإلى ما ذكرنا يشير قوله صلىاللهعليهوآله في الرواية المذكورة : «الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما» (٤) ، فإنه يعطي أنه لا بد في النائب من جهتهم ـ صلوات الله عليهم ـ أن يكون مستكملا لهذه الأوصاف.
وحينئذ ، فلا يكفي مجرد فهم هذه العلوم الشرعيّة (٥) وإن كان من المحققين فيها والمدققين ، مع خلوه من العلوم الموجبة لتصفية الباطن ، فلا تغترّ (٦) بمن تصدر على الناس ، وهو عار عن هذا اللباس ، فإنه وإن كان الجسم جسم إنسان إلّا إن القلب قلب شيطان. وهذا منصب النبوة والرسالة وبيت الحكم والإيالة ، الذي قال فيه أمير المؤمنين عليهالسلام لشريح القاضي : «يا شريح ، جلست مجلسا لا يجلسه إلّا نبي أو وصي نبي ، أو شقي» (٧).
__________________
(١) منية المريد : ١٤٩ ، وقريب منه ما في مشكاة الأنوار : ٥٦٣ / ١٩٠١ ، بحار الأنوار ١ : ٢٢٥ / ١٧.
(٢) الاصول الأصيلة : ١٦٥.
(٣) الاصول الأصيلة : ١٦٥ ، باختلاف.
(٤) الكافي ١ : ٦٨ / ١٠ ، باب اختلاف الحديث ، تهذيب الأحكام ٦ : ٣٠٢ / ٨٤٥.
(٥) في «ح» : الرسميّة.
(٦) في «ح» : يعتنى.
(٧) الكافي ٧ : ٤٠٦ / ٢ ، باب أن الحكومة إنما هي للإمام عليهالسلام ، الفقيه ٣ : ٤ / ٨ ، تهذيب الأحكام ٦ : ٢١٧ / ٥٠٩ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ١٧ ، أبواب صفات القاضي ، ب ٣ ، ح ٢.