الوصول أولا. وهذا الإطلاق مشكل ؛ إذ الظاهر أنه مع الحضور وإمكان الوصول لا يسوغ التخيير ، بل يجب الإرجاء حتى يسأل.
وخامسها : حمل خبر الإرجاء على (١) الاستحباب ، والتخيير على الجواز. ونقله المحدث السيد نعمة الله الجزائري ، عن شيخه المجلسي قدسسرهما. والذي وقفت عليه من كلامه قدسسره في كتاب (البحار) (٢) يعطي أنه ذكر الوجه المذكور احتمالا ، لا اختيارا كما يشعر به كلام السيد المشار إليه. والذي اختاره في كتاب (البحار) (٣) هو الوجه المنقول عن كتاب (الاحتجاج) (٤).
وسادسها : ما يفهم من خبر الميثمي المروي في كتاب (عيون أخبار الرضا عليهالسلام) ، وهو ما رواه الصدوق ـ عطر الله مرقده ـ بسنده فيه عن أحمد بن الحسن الميثمي أنه سأل الرضا عليهالسلام ، وقد اجتمع عنده قوم من أصحابه ، وكانوا يتنازعون في الحديثين عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في الشيء الواحد ، فقال عليهالسلام : «ما ورد عليكم من حديثين مختلفين فاعرضوهما على كتاب الله ، فما كان في كتاب الله موجودا حلالا أو حراما ، فاتبعوا ما وافق الكتاب ، وما لم يكن في الكتاب فاعرضوه على سنن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فاتبعوا ما وافق نهي النبي صلىاللهعليهوآله ، وما كان في السنّة نهي إعافة أو كراهة ثم كان الخبر الآخر خلافه فذلك رخصة فيما عافه رسول الله صلىاللهعليهوآله وكرهه ولم يحرمه ، فذلك الذي يسع الأخذ بهما جميعا أو بأيهما شئت ويسعك الاختيار من باب التسليم والاتباع والرد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وما لم تجدوه في شيء من هذه الوجوه فردوا إلينا علمه ، ولا تقولوا فيه بآرائكم ، وعليكم بالكف والتثبت والوقوف وأنتم طالبون باحثون حتى يأتيكم البيان من عندنا» (٥).
__________________
(١) الارجاء على ، من و «ح».
(٢) بحار الأنوار ٢ : ٢٢٤ ـ ٢٢٥.
(٣) بحار الأنوار ٢ : ٢٢٤.
(٤) انظر الدرر ١ : ٢٩٤ / الهامش : ٤.
(٥) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢١ / ب ٣٠ ، ح ٤٥.