يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ؛ ظلمات بعضها فوق بعض ، وقد أحاط بأكناف وأطراف الأرض كلها ، وليس منه خلاص ولا مناص إلّا بتلك السفينة) انتهى.
وحينئذ ، فنقول : من البين الواضح البيان ، والمستغني بذلك عن إقامة الحجة والبرهان أنه لم يركب أحد من الامّة في تلك السفينة المنجية من الضلال ، ولم يتخذها أحد من تلك الفرق العديدة منجى من الأهوال ، ولم يتمسك بحبل ولاء الأئمَّة الطاهرين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ الذين هم أحد الثقلين غير الشيعة الاثني عشرية ؛ فإنهم من زمنهم عليهمالسلام هم القائلون بإمامتهم ، والعاكفون على إحياء طريقتهم وسنتهم ، فلا يعتمدون في معالم دينهم اصولا وفروعا إلّا على أخبارهم ، ولا يهتدون إلّا بآثارهم ، عاكفون على زيارة قبورهم واعلاء منارهم ، مقيمون لشعائر أحزانهم وتعزيتهم ، صابرون على الأذى ، بل القتل في حبهم ومودتهم.
وهذا كله ظاهر لا ينكره إلّا من أنكر المحسوسات الوجدانية ، وقائل بالتمويهات السوفسطائية بخلاف غيرهم من فرق الامّة. وبه يظهر أن الفرقة الناجية من تلك الفرق الثلاث والسبعين هي فرقة الإمامية الاثنا عشرية.
ومن العجب نقل اولئك الفضلاء من المخالفين لهذه الأخبار ، واعترافهم بأن التمسك بهم عليهمالسلام منقذ من الضلالة ، وأنه لا نجاة من بحور الغواية والجهالة إلّا بالتمسك بهم والركوب في سفينة ولايتهم وحبهم ، والأخذ بما فيه الهداية من أقوالهم وأفعالهم ، والاقتداء بهم في جملة أحوالهم ، مع أنهم من العاكفين على خلافهم ، والتاركين للاهتداء بشريف أخلاقهم وأوصافهم ، بل تراهم لا يروون بواسطة أحد منهم رواية ، ولا يعدونه (١) من جملة من اعتمدوه من ذوي الغواية ،
__________________
(١) من «ح» وفي «ق» يعدّونهم.