اشتهر عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه لما سمع قول القائل :
اليوم يوم الملحمة |
|
اليوم تُسبَى الحرمة |
قال له صلىاللهعليهوآله : لا تَقُلْ هذا بل قل :
اليوم يوم المرحمة |
|
اليوم تحفظ الحرمة (١) |
وجاء عنه قوله يوم الفتح في أعدى عدوه : «من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن» (٢) ، وقوله : «اذهبوا أنتم الطلقاء» (٣) ، لكن قريشاً ومع كلّ هذه الرحمة كانوا يتعاملون مع الرسالة والرسول بشكل آخر.
قال الواقدي : ... وجاءت الظهر فأمر رسولُ الله صلىاللهعليهوآله بلالاً أن يؤذّن فوق ظهر الكعبة وقريشٌ في رؤوس الجبال ، ومنهم من قد تَغيّب وستر وجهه خوفاً من أن يُقتلوا ، ومنهم من يطلب الأمان ، ومنهم من قد أمن.
فلمّا أذّن بلال وبلغ إلى قوله «أشهد أن محمّداً رسول الله صلىاللهعليهوآله» رفع صوته كأشدّ ما يكون.
فقالت جويرية بنت أبي جهل : قد لعمري «رفع لك ذِكرك» فأمّا الصلاة فسنصلّي ، ولكن والله لا نحبّ مَن قتل الأحبة أبداً ، ولقد كان جاء أبي الذي جاء محمّداً من النبوة ، فردّها ، ولم يُرِدْ خلاف قومه.
وقال خالد بن سعيد بن العاص : الحمد لله الذي أكرم أبي
__________________
(١) انظر : المبسوط للسرخسي ١٠ : ٣٩.
(٢) سنن أبي داود ٣ : ١٦٢ كتاب الخراج باب ما جاء في خبر مكّة ، السنن الكبرى للبيهقي ٩ : ١١٨ كتاب السير ، باب فتح مكة.
(٣) المبسوط للسرخسي ١٠ : ٤٠.