وفي هذه الضبابية وهذا الإبهام نرى كتب شروح الحديث عند أهل السنّة والجماعة لا توضّح إلاّ بعض الشيء عن هؤلاء ، فحكى السندي في حاشيته على النسائي وضمن تفسيره لهذا الحديث .. «قالوا : هما حمزة وجعفر ...» (١).
وفي شرح مسلم باب الإسراء : روي أنّه كان نائماً معه حينئذ عمّه حمزة بن عبدالمطّلب وابن عمّه جعفر بن أبي طالب (٢).
وفي فتح الباري بشرح صحيح البخاري : ... فقال أوّلهم : أيهم هو ، فيه إشعار بأنّه كان نائماً بين جماعة أقلّهم اثنان وقد جاء أنّه كان نائماً معه حينئذ حمزة ابن عبدالمطّلب وجعفر بن أبي طالب ابن عمّه (٣).
وقال البناء في الفتح الربّاني (٤) والمباركفوري في تحفة الأحوذي (٥) ، والكلام للأوّل : قال الحافظ : والمراد بالرجلين ، حمزة وجعفر ، وأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله حين كان نائماً بينهما.
هكذا عرّفت كتب الشروح اسم الرجلين دون ذكر سند أو رواية في ذلك ، لكنّ كتب الشيعة الإماميّة والإسماعيليّة والزيديّة رَوَت بأسانيدها أسماء الذين كانوا نائمين مع النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهم : عليّ ، وحمزة ، وجعفر ، كانوا يحيطون به عن يمينه وشماله
__________________
وقال ابن حجر في فتح الباري ١٣ : ٤٠٩ : «وقوله : قبل أن يُوحى إليه» أنكرها الخطّابي وابن حزم وعبدالحقّ والقاضي عياض والنووي ، وعبارة النووي : وقع في رواية شريك هذه أوهام أنكرها العلماء ، أحدها قوله : قبل أن يوحى إليه ، وهو غلط لم يَوافَق عليه.
(١) حاشية السندي على النسائي ١ : ٢١٧ ، كتاب الصلاة باب فرض الصلاة وذكر اختلاف الناقلين.
(٢) هذا ما حكاه مهمّش تفسير القرطبي ٢٠ : ١٠٤. ولم نقف عليه في مظانّه.
(٣) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ١٣ : ٤٠٩ ـ ٤١٠ ، كتاب التوحيد.
(٤) الفتح الربّاني ٢٠ : ٢٤٨.
(٥) تحفة الأحوذي ٩ : ١٩٣.