وجاء عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه كان يزيد في الفجر جملة «الصلاة خير من النوم» (١)!
فعلى أي شيء تدل هذه النصوص؟ وما المعني بها؟ وكيف يمكن تطابقها مع القول بتوقيفية العبادات؟
وهل أنّ توقيفية الأذان تختلف عن غيره من الأحكام فيجوز إعادة (حيّ على الفلاح) ثلاث مرات أو أكثر في الأذان ، ولا يجوز الزيادة والنقيصة في أمر عبادي آخر؟
وهل هناك فرق بين الواجب التوقيفيّ والمستحبّ التوقيفيّ؟
إن التوقيفيّ معناه هو التعبّديّ ، أي التعبّد بما جاء به الشارع المقدّس دون زيادة ولا نقصان ، فلو صحّ مجيء «حيّ على الفلاح» في الأذان ثلاثاً فهو شرعيّ ويحمل إما على التخيير أو الرخصة لضرورة خاصة.
ولو لم يصح الخبر فلا يعمل به ، وليس هناك فرق بين التوقيفيّ في العبادات والتوقيفيّ في المعاملات ، وكذا لا فرق بين التوقيفيّ في الواجبات والمستحبّات ، فعلى المكلف أن يؤدّي ما سمعه وعقله على الوجه الذي أمر به الشارع فقط ، ففي كمال الدين للصدوق ، عن عبدالله بن سنان ، قال : قال الصادق عليهالسلام : ستصيبكم شبهة فتبقون بلا عَلَم يُرى ولا إمام هدىً ، لا ينجو منها إلاَّ من دعا بدعاء الغريق.
قلت : وكيف دعاء الغريق؟
__________________
للمسافر إذا كانوا جماعة ...) عن نافع قال اذن ابن عمر في ليلة بارده بصحبنا ثمّ قال : صلوا في رحالكم ... وانظر فتح الباري لابن رجب ٣ : ٤٩٣ ، صحيح مسلم ١ : ٤٨٥ ح ٦٩٩ ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها.
(١) التهذيب ٢ : ٦٣ ح ٢٢٢.