قال صلىاللهعليهوآله «خير أعمالكم الصلاة» (١). كما وردت روايات أخرى تفيد أنّ مؤذّني رسول الله صلىاللهعليهوآله وغيرهم من الصحابة استمرّوا على التأذين بها حتّى ماتوا (٢).
وعليه فالفريقان شيعةً وسنةً متّفقان على ثبوت حكمها في الصدر الأوّل وعلى كونها جزء الأذان في بدء التشريع ، لكنّ أهل السنة والجماعة انفردوا بدعوى النسخ ، وهو كلام قُرِّر في العهود اللاحقة لأسباب تقف عليها لاحقاً.
فهذا الأمر يشير إلى أنّ شرعيتها وجزئيتها كانت ثابتة عند الفريقين من لدن عهد الرسول الأكرم ، ويضاف إلى ذلك أنّ الشيعة الإمامية والزيدية والإسماعيلية لهم طرقهم الخاصَّة والصَّحيحة وكُلُّها تُؤكّد ثبوتها على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله وعدم نَسْخها في حياته صلىاللهعليهوآله ، «وأنّ رسول الله أمَرَ بلالاً أنْ يُؤذّن بها فلم يَزَلْ يُؤَذِّنُ بها حتّى قَبَضَ اللهُ رَسولَهُ» (٣).
وهذا نص صريح يدل على عدم نسخ «حَيّ على خير العمل» وعلى كونها جُزء الأذان حتّى قَبَضَ الله رسوله.
ويؤيِّد هذا المروي عندنا عن بلال ما رواه الحافظ العلوي الزيدي (٤) مسنداً
__________________
(١) هذا ما حكاه عزّان محقّق كتاب (الأذان بحيّ على خير العمل) : ١٢ عن الروض النضير ١ : ٥٤٢.
(٢) المصدر نفسه ٥٠ ـ ٥٦ ..
(٣) انظر : من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٨٤/ ح ٨٧٢ وعنه في وسائل الشيعة ٥ : ٤١٦ ، والاستبصار ١ : ٣٠٦ ح ١١٣٤ ، والأذان بحيّ على خير العمل للحافظ العلوي ٩١.
(٤) وهو أبو عبدالله محمد بن علي بن الحسن العلوي الشجري الكوفي (الإمام المحدّث الثقة العالم الفقيه مسند الكوفة) كما نصّ عليه الذهبي في العبر ٣ : ٢١٢ وسير أعلام النبلاء ١٧ : ٦٣٦ وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ٣ : ٢٧٤. مات بالكوفة في ربيع الأول سنة ٤٤٥ هـ ، ومولده في رجب سنة ٣٦٧ هـ.