وقفه مع الحديثَين (١)
ذكرت كتب الحديث والتاريخ أسماء أربعة من الذين أذنوا على عهد رسول الله ، وهم :
١ ـ بلال بن رباح الحبشي
٢ ـ أبو محذورة القرشي
٣ ـ عبدالله بن أمّ مكتوم
٤ ـ سعد القرظ
وقد أذّن أبو محذورة بعد السنة الثامنة من الهجرة (٢) ، وقيل بعد فتح مكّة (٣) ، ونقل عن سعد القرظ أنّه كان يؤذّن بِقُبا (٤).
وربّما تكون روايات الأذان عند المذاهب الأربعة والاختلافات في فصوله وأعداده ، راجعة إلى اختلاف عمل هؤلاء الصحابة في الأذان أو اختلاف النقل عنهم ، مضافاً إلى ما جاء عن عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه
__________________
(١) أحدهما : الذي رواه الطبراني والبيهقي بإسنادهما عن عبدالرحمن بن سعد القرظ ، وفيه : كان بلال يؤذّن في أذان الصبح بحيّ على خير العمل ، وأنّ رسول الله أمره أن يجعل مكانها الصلاة خير من النوم ، وهو يخالف ما رواه الحافظ العلوي من طر يق مسلم بن الحجّاج والذي يخلو من هذه الزيادة.
الثانية : حديث أبي محذورة المختلف فيه ، والذي رواه رجال الصحاح والسنن ليس فيه «حيّ على خير العمل» ، أمّا الحافظ العلوي وأحمد بن محمّد بن السري فقد رَوَياه وفيه التأذين بحيّ على خير العمل ، وهو الذي يتّفق مع مرويّات أهل البيت ، وعليه إجماع العترة حسبما ستعرف بعد قليل.
(٢) سبل السلام ١ : ١٢٠ ، كتاب المسند للشافعي ٣١ ، مسند أحمد ٣ : ٤٠٨ ، سنن النسائي ٢ : ٥.
(٣) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ : ٤٥٠.
(٤) تلخيص الحبير ٣ : ١٩٩ ، تهذيب الأسماء للنووي ١ : ٥٥.