حدّثنا أبو عمران موسى بن هارون بن عبدالله الجمال ، حدّثنا يحيى ابن عبدالحميد الحماني ، حدّثنا أبو بكر بن عياش ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي محذورة ، قال : كنتُ غلاماً صيّتاً ، فأذّنت بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله لصلاة الفجر ، فلما انتهيت إلى «حيَّ على الفلاح» قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : ألحق فيها «حيَّ على خير العمل» (١).
وهذا النص ـ كما تراه ـ واضح لا مغمز في لفظه ولا معناه ، لكنّ المتأخّرين من علماء العامّة حرفوا النص عن وجهته فنقلوا الرواية بشكل آخر ، قالوا :
زعم أحمد بن محمد بن السري أنّه سمع موسى بن هارون عن الحماني عن أبي بكر بن عياش عن عبدالعزيز بن رفيع عن أبي محذورة ، قال : كنت غلاماً فقال النبيّ : اجعل في آخر أذانك «حيّ على خير العمل» (٢).
وبناء على هذا التلاعب قال الحافظ ابن حجر في خبر السري :
«وهذا حدثنا به جماعة عن الحضرمي عن يحيى الحماني وإنما هو : اجعل في آخر أذانك الصلاة خير من النوم» (٣).
لكن كلامه باطل من عدة جهات :
الأولى : أنّ مكان «حيّ على خير العمل» عند من يقول بها هي وسط الأذان لا في آخره ، وأنّها من أصل الأذان لا زيادة فيه كالصلاة خير من النوم ، وإنّما سوغ لهم هذا التلاعب تحريفهم نص السري عن وجهته ، حيث جعلوا الحيعلة الثالثة في
__________________
(١) الأذان بحيّ على خير العمل ١٥ ـ ١٦.
(٢) ميزان الاعتدال ١ : ٢٨٣ ـ ٢٨٤.
(٣) لسان الميزان ١ : ٢٦٨.