العمل ـ بدعة الروافض كما يزعم ابن تيمية (١).
وبهذا عرفت أنّ «حيّ على خير العمل» فصل قد أُذِّن به على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله وعمل به الصحابة وأهل البيت ، وذهب بعض الأعلام إلى شرعيته وعدم كراهة الإتيان به.
نعم ، إنّ أتباع النهج الحاكم تركوه ، ولم يرووا فيه إلاّ القليل ، وقالوا عن الموجود أنّه قد نسخ؟!
هذا وقد تمخض من كلّ ما سبق أُمور :
١ ـ اتفاق الفريقين على أصل شرعيتها في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وانفراد أهل السنة والجماعة بدعوى النسخ ، وقد تحدى السيّد المرتضى أن يأتوه بالناسخ ، بقوله :
وإنّما ادعي أنّ ذلك نُسخ ورفع ، وعلى من ادعى النسخ الدلالة وما يجدها.
٢ ـ ذكرنا في القسم الثاني الدليل الثاني من أدلّتنا على جزئية الحيعلة الثالثة وهو فعل الصحابة وأهل البيت ، فذكرنا فيه اسم ثلاثين شخصاً أذّنوا بـ «حيّ على خير العمل» من الصحابة والتابعين وأهل البيت.
٣ ـ إجماع العترة واتفاق الشيعة بفرقها الثلاث على الحيعلة.
٤ ـ واخيراً ختمنا الكلام عن جزئية الحيعلة الثالثة بما حكي عن الشافعي وبعض الاعلام من القول بجزئيتها. وسوف نُثبت لاحقاً ـ إن شاء الله ـ وجود ملازمة بين القول بـ «حيّ على خير العمل» وعدم القول بـ «الصلاة خير
__________________
(١) مراتب الاجماع لابن حزم : ٢٧ ، انظر : منهاج السنة النبوية ٦ : ٢٩٣ ـ ٢٩٤.