فانصرف عبدالله بن زيد وهو مهتمٌّ لهمِّ رسول الله ، فأُرِيَ الأذانَ في منامه ، فغدا على رسول الله فأخبره ، فقال : يا رسول الله! إنّي لَبينَ نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان.
قال : وكان عمر بن الخطّاب قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً. قال : ثمّ أخبر النبيّ ، فقال له : ما منعك أن تخبرني؟ فقال : سبقني عبدالله بن زيد فاستحييت.
فقال رسول الله : يا بلال! قم فانظر ما يأمرك به عبدالله بن زيد فافعله ، قال : فأذَّنَ بلال.
قال أبو بشر [وهو من رواة الخبر] : فأخبرني أبو عمير أنّ الأنصار تزعم أنَّ عبدالله بن زيد لولا أنّه كان يومئذ مريضاً لجعله رسول الله مؤذِّناً (١).
* وأخرج الترمذيّ ، وأبو داود ، عن عبدالله بن زيد أنّه قال ـ والنصّ للثاني ـ : لمَّا أمر رسول الله بالناقوس يُعمَل ليضرب به للناس لجمع الصلاة ، طاف بي ـ وأنا نائم ـ رجل يحمل ناقوساً في يده ، فقلت : يا عبدالله! أتبيع الناقوس؟
قال : وما تصنع به؟
قلتُ : ندعو به إلى الصلاة.
قال : أفلا أدلّك على ما هو خير من ذلك؟
فقلتُ : بلى.
فقال : تقول : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر
أشهد أن لا إله إلاَّ الله ، أشهد أن لا إله إلاَّ الله.
أشهد أنَّ محمّداً رسول الله ، أشهد أنَّ محمّداً رسول الله.
__________________
(١) سنن أبي داود ١ : ١٣٤ كتاب الصلاة باب بدء الأذان.