اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ).
الثالث : إن الدعاء للآل مَنصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة ، وهو قوله : «اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد وارحم محمداً وآل محمد».
وهذا التعظيم لم يوجد في حقّ غير الآل ، فكلّ ذلك يدلّ على أن حبّ آل محمد واجب ، وقال الشافعي رضي الله عنه :
يا راكباً قِف بالُمحصَّبِ مِن مِنى |
|
واهتُفْ بساكنِ خِيفها والناهضِ |
سَحَراً إذا فاضَ الحجيجُ إلى مِنى |
|
فَيضاً كمُلْتَطَمِ الفراتِ الفائضِ |
إنْ كانَ رَفضاً حُبُّ آل محمد |
|
فَلْيَشهدِ الثّقلاَنِ أنّي رافضي (١) |
ولو تدبرت في خبر أبي عبيدة عن الإمام الصادق ـ والمروي في تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي ـ لعرفت مزيّة فاطمة الزهراء على عائشة وعلى غيرها من نساء النبيّ ، قال الصادق عليهالسلام : كان رسول الله يكثر تقبيل فاطمة عليهاالسلام ، فغضبت من ذلك عائشة ، وقالت يا رسول الله : إنك تكثر تقبيل فاطمة! فقال رسول الله :
يا عائشة ، إنه لمّا أسري بي إلى السماء دخلتُ الجنّة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني من ثمارها فأكلته ، فلما هبطت إلى الأرض ، حوّل الله ذلك ماءً في ظهري ، فلمّا هبطتُ إلى الأرض فواقعتُ بخديجة فحملت بفاطمة ، فما قبّلتها قطّ إلاّ وجدت رائحة شجرة طوبى منها (٢).
__________________
(١) التفسير الكبير للرازي ٢٧ : ١٦٦ ، وديوان الشافعي : ٨٤.
(٢) تفسير عليّ بن إبراهيم كما في نور الثقلين ٣ : ١٣١ ، مجمع الزوائد ٩ : ٢٠٢ ، وانظر : الدّر