في امرأة تزوّجها منهم لم يرض منكحها ، فقال أشياخ الأنصار : ألا دعوتنا أمس لما كان بينك وبين بني فلان ، إنّ أشياخنا حدّثونا أنّهم أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : يا محمّد ، ألا نخرج إليك من ديارنا ومن أموالنا لِمَا أعطانا الله بك وفضّلنا بك وأكرمنا بك؟ فأنزل الله تعالى (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ونحن ندلكم على الناس ، أخرجه ابن منده (١).
وجاء في الكافي في حديث طويل عن الباقر عليهالسلام فيه قوله : (قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِنْ أَجْر فَهُوَ لَكُمْ) يقول : أجر المودة الذي لم اسألكم غيره فهو لكم تهتدون به وتنجون به من عذاب يوم القيامة ، وقال لاعداء الله ، اولياء الشيطان أهل التكذيب والانكار : (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (٢).
وبعد هذا فلنا أن نحتمل أنّ الله تعالى قد ألمح في قوله (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (٣) ، إلى ما تُلاقيه هذه المجموعة الصالحة من قربى الرسول من أمّته بعده.
فعن خالد بن عرفطة ، قال : قال رسول الله : إنكم ستُبتَلَون في أهل بيتي من بعدي (٤).
وقال الإمام الباقر : بَليةُ الناس علينا عظيمة ؛ إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا ، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا (٥).
__________________
(١) اُسد الغابة ٥ : ٣٦٧.
(٢) الكافي ٨ : ٣٧٩/ ح ٥٧٤ ، البرهان ٧ : ٧٩.
(٣) سورة الشورى الآية : ٢٣.
(٤) كنز العمال ١١ : ١٢٤/٣٠٨٧٧.
(٥) الارشاد ٢ : ١٦٧ ، مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٠٦ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٢٨٨ ح ١١ عن الارشاد.