وجاء عن إبراهيم النظّام قوله : عليّ بن أبي طالب محنة على المتكلم ؛ إن وفى حقَّه غلا ، وإن بخسه حقّه أساء ، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن حادة الشأن صعبة الترقي إلاّ على الحاذق الدين (١).
وقال الشعبي : ما ندري ما نصنع بعليّ ؛ إن أحببناه افتقرنا ، وإن أبغضناه كفرنا (٢).
واشتهر عن محمّد بن إدريس الشافعي قوله : ماذا أقول في رجل أخفت أصدقاؤه فضائله خوفاً ، وأخفت أعداؤه فضائله حسداً ، وشاع له من بين ذَين ما ملأ الخافقين (٣).
من هذا يتبيّن لنا أنّ آية المودة هي معنىً آخر لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (٤) والأخيرة صر يحة في نزولها في حجة الوداع ويوم غدير خُمّ.
ولا يصحّ ما قالوه من أنّها نزلت في أوّل البعثة لمّا خاف رسول الله صلىاللهعليهوآله من التبليغ ، فهدّده الله وطمأنه.
أو ما قالوه من أنّها نزلت في مكّة قبل الهجرة فاستغنى بها النبيّ عن حراسة عمّه أبي طالب.
أو ما قالوه من نزولها في المدينة في السنة الثانية للهجرة بعد غزوة
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢١٥ باب في حساده.
(٢) المناقب للخوارزمي : ٣٥٠ الفصل ١٩ وعنه في بحار الأنوار ٢٩ : ٤٨١.
(٣) حلية الابرار ٢ : ١٣٦ (للبحراني) ، مشارق أنوار اليقين للبرسي : ١٧١ ، وقيل هي للخليل بن أحمد اللغوي الشهير كما جاء في ملحقات السيّد المرعشي على إحقاق الحق ٣ : ٤٠٦ ، ٤ : ٢. وقد نسب العلاّمة الحلي هذه المقولة لأحد الفضلاء دون ذكر اسمه انظر : كشف اليقين : ٤.
(٤) المائدة : ٦٧.