إذن؟!
روى الكليني بسنده إلى الإمام الصادق عليهالسلام في تفسير قوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيّب والعمل الصالح يرفعه) قال : ولايتنا أهل البيت ـ وأهوى بيده إلى صدره ـ فمن لم يتولّنا لم يرفع الله له عملاً (١).
وعن الرضا عليهالسلام في قوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيّب والعمل الصالح يرفعه) قال : الكلم الطيب هو قول المؤمن : «لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، عليّ ولي الله وخليفة محمّد رسول الله حقاً حقا وخلفاؤه خلفاء الله» ، والعمل الصالح يرفعه ، فهو دليله ، وعمله اعتقاده الذي في قلبه بأنّ هذا الكلام صحيحٌ كما قلته بلساني (٢).
وعن فاطمة الزهراء بنت محمّد ، قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لمّا عرج بي إلى السماء صرت إلى سدرة المنتهى (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْأَدْنَى) فأبصرته بقلبي ولم أره بعيني ، فسمعت أذاناً مثنى مثنى ، واقامة وتراً وتراً ، فسمعت منادياً ينادي : يا ملائكتي وسكان سماواتي وارضي وحملة عرشي اشهدوا اني لا إله إلاّ انا وحدي لا شريك لي ، قالوا : شهدنا وأقررنا ، قال : اشهدوا يا ملائكتي وسكان سماواتي وارضي وحملة عرشي بأن محمّداً عبدى ورسولي ، قالوا : شهدنا واقررنا ، قال : اشهدوا يا ملائكتي وسكان سماواتي وارضي وحملة عرشي بأن عليّاً وليي وولي المؤمنين بعد رسولي ، قالوا : شهدنا وأقررنا ... (١)
وبهذا يفضي بنا البحث إلى أنّ التعليل الحقيقي لمنع عمر بن الخطاب للحيعلة الثالثة هو اطلاعه على المقصود من عبارة «حيّ على خير العمل» في الأذان ،
__________________
(١) الكافي ١ : ٣٤٠.
(٢) تفسير الإمام العسكري ٣٢٨ ح ١٨٤ وعنه في تأويل الآيات : ٤٦٩ والنص عنه.