قامت به الصلاة هو اتباع رسول الله محمّد صلىاللهعليهوآله ، لا الاجتهاد مقابل النص ، وان خير العمل هو الإيمان بالإمامة والولاية لعلي عليهالسلام التي هي امتداد للنبوة والتوحيد ، وبها قوام العبادات التي عمودها الصلاة.
وهناك عشرات إن لم تكن مئات الأدلّة على أنّ خير العمل ولاية عليّ ، وان ضربته يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين ، وأنّ الاعمال لا تُقبل إلاّ بولايته ، ومعان أخرى متّصلة بهذا الموضوع. وقولنا في الأذان «حيّ على خير العمل» فيه تلميح لكل تلك المعاني التي صدع بها رسول الله صلىاللهعليهوآله في حق عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه.
والواقع أن كون أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب هو خير البشر بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله إنّما هو معنىً قرآني نطقت به آية من سورة «البيّنة» المباركة ، وصرّح به النبيّ صلىاللهعليهوآله في تفسير الآية ، وتداولته المصادر السنيّة ، وكان هذا المعنى ممّا آمن به كبار من الصحابة المعروفين ، حتّى صار في عهد النبيّ صلىاللهعليهوآله جزءً من الثقافة الإيمانيّة القرآنية السائدة.
فقد روى الطبري بإسناده عن محمّد بن عليّ الباقر لما نزل قوله تعالى (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيِّةِ) قال النبيّ : أنت يا عليّ وشيعتك (١).
والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب بإسناده عن جابر بن عبدالله مرفوعاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : عليّ خير البشر من شك فيه فقد كفر (٢).
وغيرها من عشرات الطرق والأسانيد عن الصحابة والتابعين.
__________________
(١) تفسير الطبري ٣٠ : ٢٦٤ ، ورواه السيوطي في الدر المنثور ٦ : ٣٧٩ ، والحسكاني في شواهد التنزيل ٢ : ٤٥٩ ـ ٤٧٣ ح ١١٢٥ ـ ١١٤٨ بأسانيد وطرق كثيرة.
(٢) الفردوس ٣ : ٦٢ ح ٤١٧٥ ، وانظر ترجمة الإمام عليّ لابن عساكر ٢ : ٤٥٧ ح ٩٨٩ بأسناده عن عائشة.