وبعد كلّ هذا تعلم أنّ قول «محمّد وآل محمّد خير البرية» أو «محمّد وعليّ خير البشر» عند الحيعلة الثالثة أو بعدها إنّما هو توضيح لمعناها الذي حاول الحكام كتمه ، وأن هذا التوضيح والتفسير ما هو إلاّ استلهام من نصوص القرآن والسنّة ، وسيرٌ على الخطوات الصحيحة التي رسمها رسول الله صلىاللهعليهوآله لأمته.
وستعلم بما لا مزيد عليه ـ في الباب الثالث من هذه الدراسة «اشهد أن عليّاً ولي الله بين الشرعية والابتداع» ـ أن إتيان الأئمّة : وأتباعهم بهذه العبارات ما هو إلاّ تفسير لمعنى الحيعلة الثالثة ، وهو من قبيل الإتيان بتفسير بعض الآيات تفسيراً مرتبطاً بنصّ الآية ونسقها ، وهذا النوع من التفسير ممّا تحفل به كتب الفريقين بلا أدنى ريب (١) ، وهو التفسير المقبول الذي اصطلح على تسميته البعض
__________________
(١) انظر : قراءه عائشة ، وحفصة ، وأم سلمة للآية (حافظوا على الصلوات والصلاةِ الوُسْطى) هكذا (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين).
وحديث عائشة موجود في صحيح مسلم ، كتاب المساجد ، باب الدليل لمن قال : الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ، وسنن أبي داود ، كتاب الصلاة ، باب وقت صلاة العصر ، وسنن الترمذي ، كتاب التفسير ، تفسير سورة البقرة ، وسنن النسائي ، كتاب الصلاة ، باب المحافظة على صلاة العصر ، وموطأ مالك ، كتاب الصلاة ، باب صلاة الوسطى ، وتفسير الآية في الدر المنثور ١ : ٣٠٢ و ٣٠٣ ، وفي فتح الباري ٩ : ٢٦٥ ، ومسند أحمد ٦ : ٧٣ و ٨٧٨ منه.
أما حديث حفصة فانظر فيه : موطأ مالك كتاب الصلاة ، باب الصلاة الوسطى ، ومصنف عبدالرزاق ، كتاب الطهارة ، باب صلاة الوسطى ح ٢٢٠٢ ، وتفسير الطبري ٢ : ٣٤٣ ، والدر المنثور ١ : ٣٠٢ ، والمصاحف لابن أبي داود : ٨٥ ـ ٨٦.
أما حديث أُم سلمة ، فانظر فيه : الدر المنثور ١ : ٣٠٣ ، والمصاحف لابن أبي داود : ٨٧.
وقد قرأ ابن عباس وابن مسعود وأبيّ بن كعب وعلي بن أبي طالب قوله تعالى (فما استمتعتم به منهنّ فاتوهنّ أجورهنّ إلى أجل مسمى).
وانظر : قراءة ابن عباس في المعجم الكبير ١٠ : ٣٢٠ ، والسنن الكبرى ٧ : ٢٠٥ ، والمستدرك للحاكم ٢ : ٣٠٥ ، والجامع لاحكام القرآن للقرطبي ٥ : ١٣٠ ، والكشاف ١ : ٥١٩.
وفي قراءة ابن مسعود. انظر نيل الأوطار ٦ : ٢٧٤ ، وشرح النووي على صحيح مسلم