فقال الملك : أشهد أن لا إله إلاّ الله ... الخبر (١).
قال الشيخ الطوسيّ : «الأذان مأخوذٌ من الوحي النازل على النبيِّ دون الرؤيا والمنام» (٢).
وقال السيّد محمّد العامليّ صاحب (المدارك) : «قد أجمع الأصحاب على أنَّ الأذان والإقامة وحيٌ من الله تعالى على لسان جبرئيل عليهالسلام كسائر العبادات ، وأخبارُهم به ناطقة» (٣).
وقال الشهيد في الذكرى : «وهما وحيٌ من الله تعالى عندنا كسائر العبادات على لسان جبرئيل عليهالسلام» (٤).
وهذه الرؤية النابعة من النصوص الدالّة على قداسة الأذان وأنّه بوحي من السماء لم تختصّ بمدرسة أهل البيت ، فقد حكى الداوديّ عن ابن إسحاق أنَّ جبرئيل أتى النبيَّ بالأذان قبل أن يراه عبدالله بن زيد وعمر بثمانية أيّام (٥) ، ويؤيّده ما جاء عن عمر من أنّه ذهب ليشتري ناقوساً فأُخبِر أنَّ ابن زيد قد أُرِي الأذان في المنام ، فرجع ليخبر رسول الله ، فقال له : «سبقك بذلك الوحي» (٦).
وقد روى عبدالرزّاق عن ابن جريج عن عطاء أنّه سمع عبيد بن عمير يقول : إنّ الأذان كان بوحي من الله (٧).
وروى السيّد ابن طاووس ـ مِن علماء الشيعة الإماميّة ـ بإسناده إلى
__________________
(١) الاعتصام بحبل الله ١ : ٢٧٨.
(٢) المبسوط ١ : ٩٥.
(٣) مدارك الأحكام ٣ : ٢٥٥ المقدّمة السابعة من الأذان.
(٤) ذكرى الشيعة ٣ : ١٩٥.
(٥) سبل الهدى والرشاد ٣ : ٣٦١ ، وانظر : تنوير الحوالك : ٨٦ ، وفتح الباري ٢ : ٦٥.
(٦) تاريخ الخميس ١ : ٣٦٠ ، وانظر : السيرة الحلبيّة ٢ : ٣٠١ ـ ٣٠٢.
(٧) المصنَّف ، لعبد الرزّاق ١ : ٤٥٦/١٧٧٥ كتاب الصلاة بدء الأذان.