قال : إلى بيت المقدس.
قال : ثمّ أصبحتَ بين ظَهرانينا؟!
قال : نعم.
فلم يُرِهِ أبو جهل أنّه ينكر ذلك مخافة أن يجحده الحديث ، قال : أتُحدِّثُ قومك بما حدثتني به؟
قال : نعم.
قال أبو جهل : يا معشر بني كعب بن لؤيّ ، هلمّوا. قال : فانقضّت إليه المجالس فجاؤُوا حتّى جلسوا إليهما ، قال : فحدِّثْ قومك بما حدّثتني؟
قال : نعم ، أنّه أُسري بي الليلة.
قالوا : إلى أين؟
قال : إلى بيت المقدس.
قالوا : ثمّ أصحبت بين ظهرانينا؟
قال : نعم.
قال : فمِن بين مصفّق ، ومن بين واضع يدَه على رأسه متعجّباً للكذب ، وارتدّ ناسٌ ممن كان آمن به وصدّقه ... (١)
قال ابن إسحاق : وحدِّثتُ عن الحسن : .... فلمّا أصبح صلىاللهعليهوآله غدا على قريش فأخبرهم الخبر ، فقال أكثر الناس : هذا والله الأمر البيِّن! والله إنّ العِير لتطرد شهراً من مكّة إلى الشام ؛ مُدبرةً شهراً ومُقبلةً شهراً ، فيذهب ذلك محمّد في ليلة واحدة ويرجع إلى مكّة!
__________________
(١) تفسير البغوي ٣ : ٧٩. وانظر : مختصر تاريخ دمشق ١٧ : ١٨٩ ترجمة عليّ بن أحمد ابن المبارك.