الإيضاح
(وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) أي أدخل يدك اليمنى من طوق مدرعتك (قميصك) واجعلها تحت الإبط اليسرى تخرج بيضاء لامعة من غير برص ولا عيب.
روى أن موسى كان إذا أدخل يده فى جيبه ثم أخرجها ـ تتلالأ كأنها فلقة قمر ، قال الحسن البصري : أخرجها والله كأنها مصباح فعلم أنه قد لقى ربه.
(آية أخرى) أي وهذه علامة أخرى غير الآية التي أرينا كها من قبل من تحويل العصا حية تسعى ـ تدل على صدقك فيما بعثناك به من الرسالة لمن بعثناك إليهم.
(لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) أي افعل ذلك ، كى نريك بعض أدلتنا ، على عظيم سلطاننا ، وكامل قدرتنا ، وبديع تصرفنا ، فى ملكوت السموات والأرض.
وبعد أن أظهر له هذه الآيات أمره بالذهاب إلى فرعون المتكبر الجبار فقال :
(اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) أي اذهب إليه بما رأيته من آياتنا الكبرى ، وادعه إلى عبادتى ، وحذّره نقمتى ، فإنه قد تجاوز قدره ، وتمرد على ربه ، حتى تجاسر على دعوى الربوبية ، وقال : أنا ربكم الأعلى.
قال وهب بن منبّه : قال الله لموسى : اسمع كلامى ، واحفظ وصيتي ، وانطلق برسالتى ، فإنك بعيني وسمعى ، وإن معك يدى ونصرى ، وإنى ألبستك جبّة من سلطانى تستكمل بها القوة فى أمرك ، أبعثك إلى خلق ضعيف من خلقى ، بطر نعمتى ، وأمن مكرى ، وغرّته الدنيا حتى جحد حقى ، وأنكر ربوبيتى ؛ أقسم بعزّتى ، لو لا الحجة التي وضعت بينى وبين خلقى لبطشت به بطشة جبار ، ولكن هان علىّ ، وسقط من عينى ، فبلّغه رسالتى ، وادعه إلى عبادتى ، وحذّره نقمتى ، وقل له قولا لينا ، لا يغتر