سد ذى القرنين
كانت البلاد التي شرقى البحر الأسود يسكنها قوم من الصقالبة (السلاف) وكان هناك سد منيع بالقرب من مدينة (باب الأبواب) أو (دربت) بجبل قوقاف وقد كشفوه فى القرن الحاضر وهو غير السدّ الشهير الذي بناه ذو القرنين ، فإن هذا وراء جيحون فى عمالة (بلخ) واسمه (باب الحديد) بمقربة من مدينة (ترمذ) وقد اجتازه تيمور لنك بجيشه ، ومر به أيضا (شاه روخ) وكان فى بطانته العالم الألمانى (سيلدبرجر) وذكر السد فى كتابه وكان ذلك فى أوائل القرن الخامس عشر ، وكذلك ذكره المؤرخ الأسبانى (كلافيجو) فى رحلته سنة ١٤٠٣ وكان رسولا من ملك كستيل (قشتاله) بالأندلس إلى تيمور لنك ، وقال إن سد مدينة (باب الحديد) على الطريق الموصل بين سمرقند والهند انتهى ملخصا من مقتطف سنة ١٨٨٨ م.
وبذلك تعلم أن السد موجود فعلا ، وأن هذا معجزة للقرآن الكريم حقا ، وهى إحدى المعجزات التي أيدها التاريخ وعلم تقويم البلدان ، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلم «ويل للعرب ، من شرّ قد اقترب» وقد صدق رسوله ، فأزال هؤلاء المغول دولة العرب وانتهت بقتل المستعصم آخر ملوكها ، وبقي خليفة رسمى فى مصر ، وزال ملكهم بتاتا فى حدود الألف ، وتفرق ملك الإسلام شذر مذر ، ولم تحفظه إلا الدولة العثمانية بعد العرب وقد كوّن أولئك التتار أغلب المسلمين فى الهند والصّين وأغلب آسيا ، فهم كما ورثوا بلادهم ورثوا دينهم.
الإيضاح
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) أي تسألك قريش بتلقين اليهود سؤال اختبار وامتحان.
(قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً) أي قل لهؤلاء المتعنتين : سأقص عليكم قصصا وافيا جامعا لما تريدون ، أعلمنيه ربى وأخبرنى به.