(مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً) أي من كذب به وأعرض عن اتباعه وابتغى الهدى من غيره ، فإن الله يضله ويهديه إلى سواء الجحيم ، وسيحمل يوم القيامة من الأوزار والآثام ما لا يقدر على حمله ، بل ينقض ظهره ، وبمعنى الآية قوله : «وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ».
وكل من بلغه القرآن من العرب والعجم من أهل الكتاب وغيرهم فهو نذير له ، فمن اتبعه هدى ومن أعرض عنه ضل وشقى فى الدنيا ، والنار موعده يوم القيامة كما قال «لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ».
(خالِدِينَ فِيهِ) أي مقيمين فى ذلك الوزر أي فى عقوبته لا يجدون عنها محيصا ولا انفكاكا.
(وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً) أي وبئس الحمل الذي حملوه من الأوزار والآثام جزاء إعراضهم وسائر ذنوبهم.
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) أي هذا اليوم هو يوم ينفخ فى الصور النفخة الثانية إيذانا بالقيام للحشر والحساب.
(وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) أي وفى هذا اليوم يساق المجرمون إلى المحشر شاحبى الألوان زرق الوجوه ، لما هم فيه من مكابدة الأهوال ومقاساة الشدائد التي تحلّ بهم.
(يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ) أي يخفضون أصواتهم ويهمس بعضهم فى أذن بعض ، لما امتلأت به قلوبهم من الرعب والذعر.
وبمعنى الآية قوله تعالى : «فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً».
(إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) أي يقول بعضهم لبعض : ما لبثتم فى الدنيا إلا عشرة أيام ، ذاك أنهم لما عاينوا تلك الأهوال ذهلوا عن مقدار عمرهم فى الدنيا ، ولم يذكروا إلا القليل فقالوا ما عشنا إلا تلك الأيام القلائل.
والإنسان حين الشدائد والأهوال تغيب عنه أظهر الأشياء ، وأكثرها خطورا بباله.