الأرض الملساء ، والعوج : الانخفاض ، والأمت : النتوء اليسير ؛ يقال مد حبله حتى ما فيه أمت ، والداعي : هو داعى الله إلى المحشر لا عوج له : أي لا عوج لدعائه فلا يميل إلى ناس دون ناس ، بل ليسمع الجميع ، خشعت : ذلت ، والهمس : الصوت الخفىّ ، وعنت : خضعت وانقادت ، ومن ذلك العاني : وهو الأسير ، والقيوم : القائم بتدبير أمور عباده ومجازاة كل نفس بما كسبت ، خاب : أي خسر ، والظلم الأول : الشرك.
والظلم الثاني : منع الثواب عن المستحق ، والهضم : النقص.
المعنى الجملي
بعد أن حكى سبحانه حال يوم القيامة وما يكون فيه من الأهوال التي تجعل المجرمين يتخافتون فى حديثهم وينسون مقدار لبثهم فى الدنيا ، ويحشرون زرق الوجوه والأبدان إلى نحو أولئك مما سلف ـ قفى على ذلك بذكر سؤال من لم يؤمن بالحشر ـ عن الجبال وأحوالها فى ذلك اليوم ثم الإجابة عنه ، وضم إلى الجواب أمورا أخر تشرح شؤون هذا اليوم وأهواله ، فبين أن الأرض فى ذلك اليوم تكون مستوية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض ، وأن الناس يسرعون إلى إجابة الداعي ، ولا يسمع لهم كلام إلا همس ، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين إلا إذا أذن لهم الرحمن ورضى للمشفوع له قولا ، ثم ذكر أن الله هو العليم بما أصابوا من خير أو شر ، وهم لا يحيطون به علما ، وفى ذلك اليوم تذل الوجوه وتخضع للواحد الديان ، وقد خسر حينئذ من ظلم نفسه ، فأشرك مع الله غيره ، وعبد معه سواه ، وعصى أوامره ونواهيه.
أما المتقون فإنهم لا يظلمون ، فلا يزاد فى سيئاتهم ، ولا ينقص من حسناتهم.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : قالت قريش يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة فنزلت الآية (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ) إلخ.
ولا شك أن سؤالهم هذا سؤال تهكم واستهزاء وطعن فى الحشر والنشر ، لا سؤال معرفة للحق وتثبيت له.