عليهم والأزّ والهز والاستفزاز : شدة الإزعاج ؛ والمراد الإغراء على المعاصي والتهييج لها بالتسويلات ، وتحبيب الشهوات ، فلا تعجل عليهم : أي فلا تطلب الاستعجال بهلاكهم ، الوفد والوفود والأوفاد : واحدهم وافد ، وهم القوم يقدمون على الملوك يستنجزون الحوائج ، والمراد يقدمون مكرمين مبجلين ركبانا إلى الرحمن : أي إلى دار كرامته وهى الجنة ، وردا : أي مشاة مهانين باستخفاف واحتقار كأنهم نعم تساق إلى الماء ، والمراد بالعهد شهادة أن لا إله إلا الله ، والتبري من الحول والقوة ، وعدم رجاء أحد إلا الله
المعنى الجملي
بعد أن ذكر إنكار المشركين للبعث مع قيام الدليل على إمكانه بما يشاهد من أمر الخلق فى النشأة الأولى ـ أردف ذلك الرد على عبّاد الأصنام الذين اتخذوا أصنامهم آلهة ليعتزوا بهم يوم القيامة عند ربهم ، ويكونوا شفعاء لهم لديه ، فبيّن أنهم سيكونون لهم أعداء ، وأنه ما جرّأهم على تلك الغواية إلا وسوسة الشيطان لهم ، ثم طلب إلى رسوله ألا يستعجل المشركين فإنما هى أنفاس معدودات ثم يهلكون ، ثم ذكر ما يحوط المؤمنين من الكرامة حين وفودهم إلى ربهم. وما يحيق بالمشركين من الإهانة حين يردون عليه.
الإيضاح
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) أي واتخذ المشركون من قومك أيها الرسول ـ آلهة يعبدونهم من دون الله ، ليعتزوا بهم ويجعلوهم شفعاء عند ربهم يقربونهم إليه (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) أي ليس الأمر كما ظنوا وأمّلوا فى أنها تنقذهم من عذاب الله وتنجيهم منه ، بل ستجحد الآلهة عبادتهم إياهم وينطق الله من لم يكن ناطقا منهم ، فيقولون ما عبدتمونا كما قال سبحانه : «وَإِذا رَأَى