نَسْفاً (٩٧) إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً (٩٨))
تفسير المفردات
فتنتم به : أي وقعتم فى الفتنة والضلال ، فاتبعونى : أي فى الثبات على الحق ، لن نبرح : أي لا نزال ، عاكفين : أي مقيمين ، بلحيتي ولا برأسى : أي بشعر لحيتى ولا بشعر رأسى ، خشيت : أي خفت ، ولم ترقب قولى : أي ولم تراع ، فما خطبك : أي ما شأنك ، وما الأمر العظيم الذي صدر منك ، بصرت بما لم يبصروا به (بضم الصاد فيهما) : أي علمت ما لم يعلمه القوم ، وفطنت لما لم يفطنوا له ؛ يقال بصر بالشيء إذا علمه ، وأبصره إذا نظر إليه ، والرسول موسى عليه السلام ، وأثره : سنته ، فنبذتها : أي طرحتها وسوّلت لى نفسى : أي زينت وحسنت ، لا مساس : أي لا مخالطة فلا يخالطه أحد ولا يخالط أحدا ، فعاش وحيدا طريدا ، لن تخلفه : أي سيأتيك به الله حتما ، ظلت (أصله ظللت دخله حذف) : أي أقمت ، لنحرقنه : أي لنبردنّه بالمبرد ، لننسفنه : أي لنذرينه ، فى اليمّ : أي فى البحر ، وسع كل شىء علما : أي وسع علمه كل شىء وأحاط به.
المعنى الجملي
بعد أن أبان سبحانه أن عبادتهم للعجل مخالفة لقضية العقل ، لأنه لا يستجيب لهم دعاء ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ـ أكد هذا وزاد عليهم فى التشنيع ببيان أنهم قد عصوا الرسول الذي نبههم إلى خطإ ما فعلوا ، ثم حكى معاتبة موسى لهرون على سكوته على بنى إسرائيل وهو يراهم يعبدون العجل ، ثم ذكر أنه اعتذر له ، ولكنه لم يقبل معذرته ، ثم قص علينا ما قاله السامري وما أنّبه به موسى وما عاقبه الله به فى الدنيا والآخرة ، وما صنعه موسى بالعجل من نسفه وإلقائه فى البحر ، ثم بين لهم أن الإله