ويحمدونه على السراء والضراء ، والمراد أننا نجعلها ملكا لهم كملك الميراث الذي هو أقوى تمليك.
وجاء بمعنى الآية قوله : «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ» إلى أن قال : «أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ».
(وَما نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (٦٤) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥))
تفسير المفردات
التنزل : النزول وقتا غب وقت ، ما بين أيدينا : أي ما قدامنا من الزمان المستقبل ، وما خلفنا : أي من الزمان الماضي ، وما بين ذلك : هو الزمان الحاضر ، نسيّا : أي تاركا لك ، واصطبر عليها : أي اثبت لشدائد العبادة وما فيها من المشاق كما تقول للمبارز : اصطبر لقرنك أي اثبت له فيما يورد عليك من حملاته ، سميّا : أي مثلا ونظيرا.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر قصص الأنبياء عليهم السلام تثبيتا له صلّى الله عليه وسلّم وأعقبه بذكر ما أحدثه الخلف بعدهم ، وذكر جزاء الفريقين ، أعقب ذلك بقصص تأخر نزول جبريل على النبي صلّى الله عليه وسلم ؛ إذا زعم المشركون أن الله ودّعه وقلاه ، وقد رد عليهم زعمهم وأبان لهم أن الأمر على غير ما زعموا.
روى «أن جبريل عليه السلام احتبس عنه صلّى الله عليه وسلّم أياما حين سئل عن قصة أصحاب الكهف وذى القرنين والروح ، ولم يدر عليه الصلاة والسلام كيف يجيب؟