الكرامة والتعظيم ، وعلى الثاني من ضروب الخزي والإهانة ، ويظهر من منّا سار على الطريق السوي ومن المهتدى؟.
الإيضاح
(وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ) أي وقال المشركون : هلا يأتينا بمعجزة تدل على صدقه فى دعوى النبوة كما أتى صالح قومه بالناقة وموسى بالعصا وعيسى بإحياء الموتى وإبراء الأكمه ، وهم بذلك قد بلغوا فى العناد والمكابرة شأوا بعيدا ، أفلا يعدّون ما شاهدوه من المعجزات التي تخر لها صمّ الجبال من قبيل الآيات حتى يجترئوا على التفوه بهذه الكلمة الشنعاء؟
ونحو الآية قوله فى سورة العنكبوت : «وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» وقوله : «فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ».
(أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى؟) أي ألم يأتهم القرآن وهو أم الآيات وأنفع المعجزات ، فالعلم هو أجلّ الأمور وأعلاها ، وهو مبدأ الأمور ومنتهاها ، فبه تنال السعادة الأبدية ، فأى معجزة تطلب بعده ، وهو الذي جمع ما فيه مصلحة البشر ، وصلاح المجتمع ، فى معاشه ومعاده ، وهو الشاهد على حقية ما فى الكتب قبله وما جاء فيها من العقائد وأصول الأحكام التي اتفقت عليها الرسل كافة.
وخلاصة ذلك ـ أليس قد جاءهم القرآن وهو البينة والشاهد على صحة ما فى الكتب الأولى ، وكفى بذلك آية ، ولا حاجة للرسول بعدها إلى آية.