فى المياه ، وإذا غربت خرجوا ، خبرا أي علما يتعلق بظواهره وخفاياه. السدين أي الجبلين ، يفقهون : يفهمون ، خرجا أي جعلا من أموالنا على سبيل التبرع ، والخراج : ما لزمك أداؤه. بقوة أي بما يتقوى به على المقصود من الآلات والناس ، ردما أي حاجزا حصينا ، والردم : أكبر من السد وأوثق ، يقال ثوب مردّم : أي فيه زقاع فوق رقاع ، وزبر : واحدها زبرة (بضم فسكون) كغرفة : وهى القطعة العظيمة ، والصدفين : واحدها صدف ، وهو جانب الجبل ، قطرا : أي نحاسا مذابا ، وقيل رصاصا مذابا ، أن يظهروه أي أن يعلوه ويرقوا فوقه لارتفاعه وملاسته. رحمة أي أثر رحمة : دكاء أي مثل دكاء وهى الناقة لا سنام لها ؛ والمراد بها الأرض المستوية ، حقا أي ثابتا واقعا لا محالة ، يموج أي يضطرب اضطراب البحر ، والصور : قرن ينفخ فيه.
المعنى الجملي
هذه القصة رابعة ثلاثة من القصص التي ذكرت فى هذه السورة ، وقد قدمنا أن كفار مكة بعثوا إلى أهل الكتاب يطلبون إليهم ما يمتحنون به النبي صلّى الله عليه وسلم فقالوا : سلوه عن رجل طوّاف فى الأرض ، وعن فتية لا يدرى ما صنعوا ، وعن الروح؟ فنزلت سورة الكهف.
وقبل الشروع فى تفسير هذه الآيات الكريمة لا بد من بيان أمور تمس الحاجة إليها : من ذو القرنين؟ من يأجوج ومأجوج؟ أين سد ذى القرنين؟
ذو القرنين
يرى كثير من العلماء والمؤرخين أنه هو إسكندر بن فيلبس الرومي تلميذ أرسطاطاليس الفيلسوف المسمى بالمعلّم الاول الذي انتشرت فلسفته فى الأمة الإسلامية ، وقد كان قبل الميلاد بنحو ٣٣٠ سنة ، وكان من أهل مقدونيا ، وحارب الفرس واستولى