(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩) وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢))
شرح المفردات
الجنود : تطلق تارة على العسكر ، وتطلق أخرى على الأعوان ؛ والمراد بهم هنا الجماعات الذين تجندوا على أنبياء الله واجتمعوا على أذاهم ، فرعون : هو طاغية مصر ، ثمود : قبيلة بائدة من العرب لا يعرف من أخبارها إلا ما قصه الله علينا ، محيط : أي هم فى قبضته وحوزته كمن أحيط به من ورائه فانسدت عليه المسالك ، مجيد : أي شريف محفوظ : أي مصون من التحريف ، والتغيير والتبديل.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر قصص أصحاب الأخدود وبيّن حالهم ، ووصف ما كان من إيذائهم للمؤمنين ـ أردف ذلك ببيان أن حال الكفار فى كل عصر ، وشأنهم مع كل نبىّ وشيعته جار على هذا المنهج ، فهم دائما يؤذون المؤمنين ويعادونهم ، ولم يرسل الله نبيا إلا لقى من قومه مثل ما لقى هؤلاء من أقوامهم.
والغرض من هذا كله تسلية النبي وصحبه ، وشد عزائمهم على التدرّع بالصبر ، وأن كفار قومه سيصيبهم مثل ما أصاب الجنود : فرعون ، وثمود.
الإيضاح
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ) أي هل بلغك ما صدر من أولئك الجنود من التمادي فى الكفر والضلال ، وما حل بهم من العذاب والنكال.