أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤) كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩))
شرح المفردات
المراد بالإنسان : أي فرد من هذا النوع ، يطغى : أي يتكبر ويتمرد : استغنى : أي صار ذا مال وأعوان يغنى بهما ، والرجعى والمرجع والرجوع : المصير والعودة ، أرأيت : أي أخبرنى ؛ والمراد من الاستخبار إنكار الحال المستخبر عنها وتقبيحها على نحو ما جاء فى قوله تعالى : «أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ؟» والسفع : الجذب بشدة والناصية : شعر الجبهة ؛ والمراد بذلك القهر والإذلال بأشد أنواع العذاب ، والنادي : المكان الذي يجتمع فيه القوم ، ولا يسمى ناديا حتى يكون فيه أهله قال زهير :
وفيهم مقامات حسان وجوههم |
|
وأندية ينتابها القول والفعل |
والزبانية : واحدهم زبنية (بكسر فسكون) وزبنى (بالكسر) ، والمراد بهم الملائكة الذين أقامهم الله على تعذيب العصاة من خلقه.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه فى مطلع السورة دلائل التوحيد الظاهرة ، ومظاهر القدرة الباهرة ، وعلامات الحكمة ، ودقة الصنع ، وكان ذلك كله بحيث يبتعد من العاقل ألا يلتفت إليه ، أتبعه جل شأنه ببيان السبب الحقيقي فى طغيان الإنسان وتكبر وتماديه ، وهو حبه للدنيا ، واشتغاله بها ، وجعلها أكبر همه ، وذلك يعمى قلبه ، ويجعله يغفل عن خالقه ، وما يجب له في عنقه من إجلال وتعظيم ، وقد كان ينبغى أن يكون حين الغنى والميسرة ، وكثرة الأعوان ، واتساع الجاه ، أشد حاجة إلى الله